زهير السراج

نعامة الصحافة


[ALIGN=CENTER]نعامة الصحافة !! [/ALIGN] * لا أدري متى نرتقي الى مستوى العمل الصحفي الحقيقي الذي لا يعرف العطلات والمناسبات، فالحياة لا تتوقف والأحداث لا تتوقف، فكيف تتوقف الصحف وتعطي نفسها إجازة مثل أي انسان عادي، ويتابع الصحفيون أخبار بلادهم من الصحف وأجهزة الاعلام الغربية؟ !!

* لا بد من لوم شديد جدا نوجهه لانفسنا على هذه العقدة التي لم نتوصل الى حلها منذ وقت طويل وظللنا ننتقدها كل عام بدون ان نبذل أدنى جهد لحلها، ولا أعفي صحيفتي أو نفسي كصحفي قديم ومستشار تحرير لصحيفة (السوداني) من هذا اللوم، وبرغم أننا نواصل الصدور في عطلات الأعياد إلا أننا نصدر بشكل جزئي، ونخفض عدد الصفحات وعدد النسخ المطبوعة ونوقف التوزيع في معظم المحطات خارج الخرطوم، وهي عيوب لا بد أن نلوم أنفسنا عليها ونعتذرعنها للقراء الكرام !!

* صحيح هنالك ظروف خارج إرادة الصحف تلعب دورا في إتخاذ القرار بالتوقف الكامل او الجزئي عن الصدور مثل إنسداد منافذ التوزيع وإغلاق معظم الاكشاك بالإضافة الى قلة الاخبار الرسمية التى تعتمد عليها معظم صحفنا للأسف الشديد، ولا أدري لماذا، ولقد تجرأت وانتقدت هذا المسلك ذات يوم من الأيام ففتح علي الزملاء الأعزاء بأقسام الأخبار وعلى رأسهم صديقنا وحبيبنا (محمد لطيف) مدافعهم الثقيلة، فاضطررت للانسحاب والتقهقر بل والاعتذار ولا أظنني أجروء على معاودة هذا الحديث مرة ثانية خوفا من تكرار ما حدث لي في السابق (وبصراحة أنا ما قدرو)، وحتى حديث اليوم فأنني أكتبه وفي (الجسم رجفة وفي القلب رعشة وربنا يجيب العواقب سليمة) !!

* أقول إن هنالك ظروفا قاهرة ترغم الصحف على التوقف الكلي أو الجزئي ولكن التغلب عليها ليس صعبا، بل أراه سهلا جدا إذا جلس الناشرون والمهتمون بالعمل الصحفي بهدوء وتفاكروا في طرق المعالجة، ولكننا للأسف أدمنا الكسل وعشقنا التشرذم وهوينا الخصام والتنافس غير الشريف الذي لا يساعد على الجلوس والحوار. وحتى لو حدث ذلك، فإن الحوار يكون أقرب الى الطعان والمكايدة وكل الصفات البغيضة التي يراها ويشعر بها الناس في دنيا السياسة، وللأسف الشديد فإن الصحافة التي تكيل النقد للسياسة بكل ما تملك من قوة وعزم، لا تقل عنها في السوء بأي حال من الأحوال، وربما تكون أسوأ، ومما يحزن أن معظمنا سعيد بهذا الوضع السيء ولا يريد له الاصلاح !!

* أقول هذا الكلام بكل صراحة وشفافية ووضوح، واربأ بنفسي أن أكون كالنعامة التي تدفن رأسها الصغير في الرمال هربا من الهجوم بينما جسمها الضخم مكشوف للعدو، أو أكون كالجمل الذي لا يعرف ( عوجة رقبته)، كما يقول المثل السوداني المعروف بينما يتباهى برفع رأسه فوق الجميع، ديدني في ذلك ان العيد بقدر ما هو مناسبة لتبادل كلمات المجاملة والتهانئ يجب ان يكون فرصة للمحاسبة وتعرية النفس امام الآخرين، ويسعدني بهذه المناسبة ان أتقدم بالتهنئة الحارة لزميل الكفاح الصحفي الصديق العزيز الباشمهندس (عثمان ميرغني) بمناسبة صدور( التيار) جعلها الله تيارا قويا على الظلم وبردا وسلاما على المظلومين، وكل عام وانتم بخير !!

drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى، 21 سبتمبر، 2009


تعليق واحد

  1. انت قدرو ونص لا.. انت فايتهم بي هنااك .. عارف ليه ؟؟ عشان انت واضح وصريح
    وصادق وأمين مع نفسك ومع القراء وواثق من نفسك كمان … نحييك والي الامام دائما
    وكل عام وأنت بخير وعافية ..