الطاهر ساتي

للقلق النبيل ..( بكرة أحلى ) ..!!

[ALIGN=CENTER] للقلق النبيل ..( بكرة أحلى ) ..!! [/ALIGN] ** هكذا تقريبا يتحدث كل مغترب مع نفسه ، وهكذا تقريبا يؤانسها بتوجس وقلق عن الوطن الجميل .. كما يتحدث إليكم اليوم زميلي العزيز إبراهيم أرقي .. كان أرقي يشاطرنا آلام مهنتنا وآمالها قبل كذا سنة ، وفجأة – كما الكثير من أشيائنا الجميلة – فقدناه ، حيث إختار الغربة مكرها كما السواد الأعظم من أهل بلدي في تلك الديار التي أعيادها بلا طعم البركاوي والقنديلا و بلا رائحة الأرض الطيب أهلها ..من هناك يكتب إبراهيم أرقي متوجسا على غد وطنه .. انه توجس محب ، فأقرأ صديقي القارئ ..
* ( الأخ الطاهر ساتي ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، لك ولكل الشعب السوداني التحية والإنحناءة .. قال احدهم الغنى في الغربة فقر والفقر في الوطن غنى ، ولكن ليته فقر الوطن هو فقر الجيب فقط ولكن فقر الضمير هو اخطر واشد ..كثيرة هي التفاصيل المحزنة التي تصلنا ونحن هنا في بلاد الغربة ، فتصبح علينا الغربة غربتين ، غربة وطن وغربة صراع مع النفس ..!!
* كل يوم نصبح فيه نبحث عن خبر مفرح يعيد لنا الثقة في غد الوطن ولكن ..وانت تعلم ماذا بعد لكن؟؟ ..غريب هذا الوطن الذي نحبه ، السودان ..وغريب هذا الشعب العظيم الذي نفتخر بالإنتماء اليه ، الشعب السوداني .. بحيث لا تعرف قيمتهما الا عندما تبتعد عنهما ..هناك تفاصيل في حياة هذا الشعب لا تقدر بثمن ولا تضاهيها اي تفاصيل حياتية في حياة كل الشعوب ..!!
* هنا – في ديار الغربة – يرفعون لك القبعات تقديرا واحتراما مجرد ما يعرفون انك سوداني ، فهذا يعني انك ( زول اصيل ) .. فتسمع كلمات – والنعمة – تسمو بك شبرين .. فيسأل الواحد فينا نفسه : هل واقعي ما يتخيله الاخرون عنا ؟ ..هل نحن كذلك ام اننا نتجمل ونصنع لانفسنا واقعا آخر غير الذي نعيشه حاليا في وطننا ؟..في كل مطارات العالم تخرج وتعود ولا احد يسألك او يطلب منك رسوما الا في مطار الخرطوم ..!!
* كل العائدين من الاجازة هذا العام اشتكوا مما يدور هناك ، رسوم ومعاملة تدفعك لان تعيد استراتيجيتك في الغربة وفي العودة للوطن ..كل التفاصيل التي يحكونها عن الوطن حزينة ..لا اعرف هل هي الحقيقة ام تبرير للإغتراب ؟ ..هل حقيقة اخي الطاهر الواقع لا زال حزينا رغم سماعنا ورؤيتنا لانجازات هنا وهناك ، هل هي انجازات أم فرقعات اعلامية ؟.. لماذا لم تغير من الواقع شيئا ..؟؟
* بالمناسبة ، لماذا يتواصل إنقطاع التيار الكهربائي رغم الإحتفاء المتواصل بكهرباء سد مروي ..؟.. لي صديق زميل كان آخر العائدين من السودان بعد ان قضى اجازته هناك ، قال لي : ان السبب يرجع الى ضعف شبكة الكهرباء حيث انها لم تتحمل قوة الضغط الكهربائي المولد من السد ..فسألته : هل كان يجهل مهندسونا هذه المعلومات ؟..ان كانت الاجابة بنعم فهذه مصيبة ، وان كانت بلا فالمصيبة مصيبتان ..رغم كل ذلك تأتينا البشريات من الريف وكيف ان اهلنا دخلوا عصر الكهرباء اخيرا وصارت عندهم كهرباء وماء، وارتاحت بنوتنا من حمل الصفيح والورود للبحر واصبح الضيف عندهم مخيرا : (نولع ليك النور ولا نسوي ليك الشاي ) ..!!
* الاخ الطاهر، هذه خربشات اردت ان اوصلها لك لشئ في نفسي ، وانت ادرى بشعاب تفاصيل كثيرة اذا صلحت للنشر فلك ذلك ، وان كان لا فلك ايضا ذلك ..مع خالص الحب والتقدير والاحترام ..ابراهيم أرقي ، باحث ،السفارة القطرية ، مملكة البحرين ..)..
** من إليكم .. شكرا أرقي على هذا البوح الذي يعد بمثابة لسان حال كل مغترب .. سواسية أنتم – أخي – في هذا القلق والتساؤل .. ولك ولهم جميعا : لاتقلق ، بإذن الله ..( بكرة أحلى ) .. وكل عام وكل حبيب بعيد عن الوطن الحبيب بألف خير .. ساتي
إليكم – الصحافة الخميس 24/09/2009 العدد 5837
tahersati@hotmail.com

‫2 تعليقات

  1. 😉 اخى الانا انافىالاجازه صراحة مانسمعه عن السودان ونحن فى الغربة غش فقط لان السد انهد لاكهرباء ولاماء طيلة الستة اشهر التى قضيتها معدل فطع الكهرباء عشرة مرات فى اليوم وخاصة فى اوقات حرجة والدليل على ذلك قامت مظاهرات فى القرى حيث قاموا باغلاق الطريق الذى يربط الخرطوم بمدنى وليومين متتاليين ووصل الحد لقذف الشرطة بالحجارة وهروب الشرطة من ويلات الشعب الثائر ضد القطوعات العشوائية وناهيك عن خدمات المغتربن من جوازات وجبايات وخدمات وخدمة وطنية اللهم هل بلغت فاشهد