[ALIGN=CENTER] أمجد سليمان [/ALIGN]
من الصداقة ما دام عبر الأحداث والوقائع فوق حواجز الزمان والمكان وصداقته لأخي «ناصر» كانت من ذلك النوع المتجذر العميق.. أذكره تماماً في مواقف منها ما يبعث على الإبتسام ومنها ما يبعث على القول «الله يعوضه الجنة عن شبابه».. «أمجد سليمان» اسم ارتبط ذكره بناصر أخي، فقد كان صديقه الأكثر معرفة بجميع أفراد الأسرة لفترة طويلة جداً جداً.. أذكره أيام زواج أختي «هدى» والدنيا خريف والأمطار تحاصر المكان وتحد التحرك.. كان «أمجد» ذلك الأخ المتحرك من هنا إلى هناك يعمل هذا المطلوب أو ذاك.. أذكره وهو يبحث عن «البص» الذي يذهب بالمدعوين إلى «دار البياطرة» ورذاذ المطر يحيط بالأجواء.. ثم أذكر رفقته الدائمة لناصر أخي.. «أمجد سليمان» يستقبل كلمات أمي كما يستقبلها «ناصر» تماماً.. أذكر ذات يوم أنهما جاءا متأخرين من النادي وكان لنا موعد محدد لإغلاق الباب أعتادت «الوالدة» على حفظ هذا الموعد.. ولكن الباب «دق» بعد ذلك الموعد وجاء صوت «ناصر» أخي «أمي أفتحي الباب».. فردت عليه الوالدة «الساعة كم».. فقال لها «الساعة عشرة».. ردت عليه «ناصر.. محل قعدت للساعة عشرة أرجع تم باقي الليل».. وبسرعة جاء صوت أمجد «سلام يا خالة.. أنا أمجد كنا سوا».. فردت عليه «معليش يا ولدي.. بس لازم تجوا بدري شوية».. اليوم لا نملك إلا أن نجتر ذكرياته، فقد غادرنا مأسوفاً على شبابه في حادث حركة فاجع ومباغت.. فجع أهله وأحبابه وتبدو ذكراه كأن الأمر لم يستوعب بعد.. ولكنها سنة الحياة.. الحضور والذهاب البقاء والفناء ولا نملك إلا أن نقول «إنا لله وإنا إليه راجعون».. أعزي نفسي وأخي أسوة بأهله.. فقد كانوا يعدون لزواجه وهو يجتهد لذلك، فلتكن من «الحور العين» ويلهم الأخرى «السلوى والعزاء». آخر الكلام: ندعو الله أن ينزله منازل الرحمة والغفران.. وأن يلهم أهله وأحبابه الصبر الجميل ويا «أمجد سليمان» لا حول ولا قوة إلا بالله.. فقد جاء موعد ذهابك من هذه الفانية باكراً جداً.. ولكنها الأقدار التي لا نملك إلا طاعتها.
سياج – آخر لحظة الاحد 27/09/2009 العدد 1128
fadwamusa8@hotmail.com