الطاهر ساتي

حقائق غير مخبوءة ..!!

[ALIGN=CENTER] حقائق غير مخبوءة ..!! [/ALIGN] ** المواطن الذي يدفع القيمة مقدما يريد تيارا كهربائيا مستقرا في بيته ومتجره ومصنعه ، وليس سجالا بيزنطيا كالذي يحدث بين زارة الطاقة ووحدة السدود منذ يوم الاحتفال بكهرباء سد مروي ..هذا النوع من الجدال العشوائي لايخدم غرض المواطن ولا يخفف عليه وطأة أضرار انقطاع التيار عن بيته ومتجره ومصنعه..ومعيب – شكلا ومضمونا – أن دولة بكامل مؤسساتها السيادية والتشريعية تعجز أو تتلكأ عن وضع خطوط الطول والعرض بين سلطتي وحدة السدود وهيئة الكهرباء ، بحيث تعرف كل جهة : أين تبدأ حدود سلطتها وأين تنتهي .؟..وكل هذا التراشق الاعلامي الكثيف بين وحدة السدود وهيئة الكهرباء مرده أن كل طرف يريد أن ينفرد بكل شئ ذي صلة بالكهرباء ..وهذا التراشق لايحدث في بلاد الدنيا والعالمين إلا حين تغيب معالم الطريق وعلاماتها عن ناظري المؤسسية..وعليه ، فالحقيقة الأولى – ياعالم – نحن بحاجة إلي دولة مؤسسات ، لتحل محل صراع دولتي « أسامة و مكاوي » ..!!
** ثم العمل لم يكتمل بعد في توليد كهرباء سد مروي بحيث يصبح تيارها مستقرا طوال الشهر واليوم ..كل العمل كان ، ولايزال ، في مرحلة التجريب التي تشرف عليها الشركات المنفذة والاستشارية..ولم يصدر عن تلك الشركات – أو عن أية جهة حكومية – تصريح أو تلميح بأن الشركة الاستشارية سلمت كل الطاقة المنتجة لمن يهمها الأمر..بل أسبوعيا نسمع ونقرأ تصريحا لإدارة الهيئة يصف فيه حال توربينات السد وطاقتها بحال أم العروس في ليلة عرس ابنتها ..دخلت خرجت ، خرجت دخلت ، هكذا حال كهرباء تلك التوربينات منذ أسبوع الاحتفال وإلي أسبوعنا هذا ، كما يرد في تصريحات الهيئة عقب كل انقطاع ..وهذا حال طبيعي طالما الأمر فى مرحلة التجريب ، وما ليس طبيعيا هو أن وحدة السدود – التي تعرف معنى التجريب – تضلل الرأي العام بأن طاقتها متوفرة ومستقرة ، وتظن بأنها بهذا التضليل تحرج الهيئة القومية ..وهذا ظن خاطئ ، بحيث أي كهربجي في السجانة يعرف بأن طاقة كهرباء السد لن تتوفر وتستقر قبل مرحلة التسليم والتسلم ..وعليه ، فالحقيقة الثانية – يا عالم – هي أن كهرباء السد فى مرحلة التجريب ، وأن أي رقم إنتاجي تذكره وحدة السدود قبل مغادرة الجهة الاستشارية موقع السد ، فقط مراد به إحراج الهيئة ، ليس إلا..!!
** ثم حتى تلك الطاقة المنتجة في مرحلة التجريب هذه ، لم تحتملها شبكات الهيئة التي وصفها وزير الطاقة – تصريحا وتلميحا – بالمتهالكة ، وانها بحاجة إلي تأهيل..أي هناك كهرباء مصدرها سد مروي ، ورغم قلتها -باعتبارها في مرحلة تجريب – إلا أن أسلاك هيئة الكهرباء غير مؤهلة لاستيعابها ثم توزيعها في بيوت الناس ومتاجرهم ومصانعهم ومزارعهم ذات عدادات الدفع المقدم ..شبكات غير مؤهلة حتى لتلك الطاقة القليلة ، فتخيل : كيف يكون الحال عندما تنتج تلك التوربينات كل طاقتها المرتجاة ..؟..بؤس حال شبكات الهيئة يكشف بما لايدع مجالا للشك بأن إدارة السيد مكاوي تفاجأت بكهرباء سد مروي التي بدأ العمل فيها قبل ست سنوات..تفاجأت كما تتفاجأ مجاري المحليات بفصل الخريف وإدارة الحج بموسم الحج..نعم فالحال من بعضه ، وليس في الأمر عجب ، حيث عنصر المفاجأة بحدث مرتقب نهج راسخ تحارب به عقول بعض مرافقنا العامة نهج التخطيط والتحسب للحدث المرتقب ..وعليه ، فالحقيقة الثالثة – يا عالم – هي أن هيئة الكهرباء بعقولها التقليدية التاريخية وطرائق تفكيرها الأثرية – التي تتفاجأ شبكاتها بطاقة تم الاعلان عنها قبل ست سنوات – غير مؤهلة لإدارة وتطوير الكهرباء فى بلادي ..!!
إليكم – الصحافة الاثنين 28/09/2009 العدد 5841
tahersati@hotmail.com

تعليق واحد

  1. ياود ساتى
    لك دوما تحياتى … لقد سردت واوجزت فصدقت… فهذا هول الحال والذى نسال الله العلى القدير ان يصلحه… والله المستعان
    😎 😎 😎