يــا زول
* ويبدو أن صديقنا (خالد) يتمتع بذوق رفيع كذلك، فهو يتفضل علينا من حين لآخر ببعض الموضوعات والتعليقات الطريفة والظريفة خفيفة الدم التى تكسر حدة الاخبار الاقتصادية الصعبة و تشيع أجواء المرح فى نفس الانسان خاصة صحفى مثلى يتقاضى مرتبه (للأسف الشديد) من متابعة الأخطاء والتعليق عليها ولا تحلو له الكتابة إلا فى الكوارث والأهوال (يا لطيف)، ما عدا بعض الحالات النادرة مثل هذه التى يحلو فيها الحديث عن (زول عزيز) أو على رأى مطربنا الكبير صلاح بن البادية .. (ملك عظيم يا زول) وهو الانسان السودانى الحقيقى (رجلاً أو إمرأة) الذى لم يتغير ولم يتبدل برغم الظروف الصعبة، بل ظل على العهد به كريماً مضيافاً شجاعاً لا ينافق ولا يداهن ولا يخشى إلا ربه الكريم !!
* يقول الاستاذ خالد فى موضوع جميل وجدته فى بريدى ويبدو أن مصدره هو إحدى الزميلات بـ(سونا) الأخت أمانى قندول، ولست متأكدا من الاسم الثانى، إن الزول كلمة عربية أصيلة لديها عدة معانى جلها عظيمة كما جاء فى (لسان العرب) لابن منظور، فهى تعنى الكريم الجواد حيث أنشد المسكيت المزرد.. (لقد أروح بالكرام الأزوال ، من بين عم وابن عم وخال)، وتعنى الانسان الظريف الهميم خفيف الحركة حيث قال أبو منصور الثعالبى ..(فإذا كان حركاً ظريفاً متوقداً فهو زول)، وهو الفتى حيث قال أحدهم يمدح سيدنا عليا (رضى) ..(أشبه الأنبياء كهلاً وزولاً وفطيماً وراضعاً وغنياً) ، والزولة هى المرأة الظريفة وكذلك (البرزة) أى الجميلة الفطنة الذكية وفيها يقول الطرماح بن حكيم ..(أدت الى القول منهن زولة تلاحن) والملاحنة (بكسر الحاء) هى الفطنة (بكسر الطاء) التى لا يفهمها إلا الفطن أى الذكى ويقول عبقرى الغناء السودانى الكابلى ..(الزول السمح فات الكبار والقدرو)، ويقال (فلان رامى زوائل) إذا كان خبيراً بالنساء، ويقول الشاعر ..(وكنت إمرأ أرمى الزوائل مرة .. فاصبحت قد ودعت رمى الزوائل) أى فقد خبرته فى رمى النساء ، وهى كذلك تعنى الشجاع والصقر الكاسر والداهية !!
* كم أنها تعنى العجب، قال الشاعر متعجبا من سرعة ناقته ..(مرفوعها زول وموضوعها كمر غيث لجب وسط ريح)، يعنى سيرها إذا أسرعت عجب من العجائب، وإذا استغرب السودانى من شئ قال باندهاش .. (يا زول) !!
* وأخيرا فهى الانسان الزائل من زوال، وما دايم غير الله !!
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى، 2 أكتوبر، 2009
كفارة ليك يا زول الفلس ما بكتلوا زول …. و كفارة ليك يا زول ….. و حسبنا الله و نعم الوكيل !
حاج أبكر صالح كاورشة
مقالك جميل يا .. ( زول ) …