نور الدين مدني

كفى بلبلة سياسية


[ALIGN=JUSTIFY] * تجدد الحوار مرة أخرى حول المشروعات السياسية المطروحة، ربما في إطار الاستعداد المشروع للانتخابات، واصبح دعاة المشروع الحضاري يتحدثون عن تمسكهم بمشروعهم كما يتمسك دعاة السودان الجديد بمشروعهم.
* لكن للأسف الأخطر من هؤلاء وهؤلاء الذين يروجون للطرح القديم الذي كان يبشر بجبهة إسلامية عروبية عريضة في مواجهة التيار العلماني الافريقاني فهذا الطرح أخطر لأنه يبشر بالانفصال وتقسيم البلاد.
* حتى مشروع السودان التليد المتجدد الذي بشر به حزب الأمة القومي برئاسة الامام الصادق تعرض لتشويه متعمد في إطار هذه الحملة المحمومة للاستعداد للانتخابات فصوره البعض وكأنه يصب في اتجاه بناء جبهة إسلامية عروبية في مواجهة المجموعات العلمانية والافريقانية.
* تزامنت هذه الحملة المسمومة مع تحرك الامام الصادق المهدي وتبنيه مشروع التراضي الوطني، ومع الحوار مختلف المحاور مع حزب المؤتمر الوطني ومع الحركة الشعبية والأحزاب الأخرى والأسرة الدولية ليس من أجل ركوب سفينة الإنقاذ وانما للوصول إلى اتفاق سياسي قومي جامع حول مختلف القضايا المصيرية.
* ان خطورة الطرح السياسي القديم من أجل بناء جبهة إسلامية عروبية لا يهدد وحدة البلاد أرضاً وشعباً فقط، وانما يهدد السلام الذي نسعى لاستكماله ودفع استحقاقاته السياسية والاقتصادية والتشريعية والعدلية.
* وقد اثبت النزاع الذي تصاعد في دارفور ان الصراع ليس بين المسلمين والعلمانيين ولا بين العرب والأفارقة كما يصور البعض ويروجوا لذلك وانما هو جزء من الصراع بين المركز والهامش وان وظفه البعض سياسياً كلٌ لصالح أجندته ومصالحه الحزبية.
* ان الدولة القطرية الحديثة هي المخرج السلمي من كل هذه الدوامة السياسية دون ان يعني هذا الانحياز لمشروع سياسي أو جبهة ضد جبهة أخرى وانما المطلوب هو التعايش السلمي بين كل مكونات الأمة العقدية والثقافية والفكرية والسياسية والاجتماعية والاثنية في دولة ديمقراطية تحترم الأديان والثقافات المتنوعة لأهل السودان وتلتزم بقواعد الديمقراطية كمنهج للانتقال السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع.
* وكفى بلبلة سياسية.[/ALIGN]

كلام الناس – صحيفة السوداني – العدد 891