زهير السراج

يا للعار .. يا للعار

[ALIGN=CENTER]يا للعار .. يا للعار!! [/ALIGN] * من المحزن أن تحاول صحيفة الاسترزاق على حساب معاناة مواطن، خاصة إذا كان فى قامة محجوب شريف الذى وهب فنه وعمره وأغلى أيام حياته لهذا الوطن وعزة مواطنيه، بدون مراعاة لمكانته وتضحياته ومرضه ومعاناته ومشاعر أسرته وأهله وأصدقائه ومحبيه الكثيرين داخل وخارج الوطن… يا للعار!!

* وليتها تكتفى باستغلال اسمه وظروفه الصحية لتجعلهما عنوانا رئيسيا لصفحتها الأولى التى تنافس بها صحف الركاكة الاجتماعية الأخرى فى اجتذاب (فاقد تربوى) القراءة الصحفية والارتزاق، ولكنها لا تتورع عن الكذب الصريح وتلصق به مرض انفلونزا الخنازير والتهاب الكبد الوبائي، فتصيب أهله ومحبيه بالقلق والهلع عليه ومنهم من لا يستطيع الوصول إليه ومعرفة الحقيقة… يا للعار!!

* ثم تواصل رحلة الكذب وتضعها فى إطار قصة سخيفة بأن السلطات الصحية بمطار الخرطوم قد اعترتها شكوك عند عودته من ألمانيا بأن الأعراض التى يعاني منها وأبرزها ضيق التنفس تشبه أعراض انفلونزا الخنازير، وهو ممنوع الآن من الزيارة في المستشفى التي يحتجز فيها… يا للعار!!

* ولأن الصحيفة تعرف بأنها تكذب، فإنها تفتتح قصتها المفبركة بالقول.. (سرت شائعة لم نتمكن من إثباتها أو نفيها بأن الشاعر الكبير الأستاذ محجوب شريف مصاب بانفلونزا الخنازير) وذلك حتى تحلل لنفسها الكذب والاسترزاق وتحس براحة ضمير (إذا كان لديها ضمير) وهي تغوص في مستنقع صحافة.. (مصرع مونيكا برصاصة فى شوارع الخرطوم.. وتيس يحلب لبناً بالدروشاب..).. يا للعار!!

* تفعل الصحيفة ذلك ولم تكلف نفسها بأن تذهب الى المستشفى أو تتصل بالهاتف للاطمئنان على صحة الشاعر الكبير والقيام بالواجب الانساني كما تحتم أخلاقنا السودانية إذا كانت مهمومة بصحته – كما قال المدير العام للمستشفى الدكتور الفاتح عمر السيد فى البيان الذى أصدره نفيا لأكاذيبها – ولكن لأنها تريد أن تكذب فتسترزق وتتغلب على قرينات السوء، تنسى حتى أخلاقنا السودانية دعك من مراعاة قواعد العمل المهني الصحيح.. يا للعار!!

* ولكم أن تتخيلوا بقية عناوين الصفحة الأولى التى حملت خبراً عن شاعر في قامة محجوب شريف مكانه صفحات التاريخ الناصعة وليس صحف الأساطير والدجل والأكاذيب، أسردها وأنا أخجل منها.. (محاكمة خطيرة للفنانة المثيرة للجدل.. القبض على ست شاى تمارس مهنة المحاماة.. وفاة سيدة داخل برميل عرقي).. يا للعار!!

* أستاذنا محجوب شريف.. هذا هو (عارنا) لا يخفى عليك، فنسألك المعذرة والصفح والعفو وتسلم لنا من كل مرض وأذى وشر وارتزاق أعمى.. ويا للعار يا صحف العار.. يا للعار!!

drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى، 3 أكتوبر، 2009

‫3 تعليقات

  1. دكتور زهير سلام وتحية

    اللهم احفظ العملاق محجوب وعافه .. قولوا معي امين ..هذه مناسبة جيدة لتقليب مواجع صحافتنا الصفراء التي تملأ مجتمعنا بالغث والركاكة سواء كانت صحفا اجتماعية او رياضية .. الي متى يسمح لمثل هذه المماسات ان تستمر بيننا يقرأها بعض العطالى وخفاف العقول وينجذبون لها وكأنها الفتح المبين !!! ؟؟؟ لابد من وجود جهات رقابية لحماية القاريء من الاكاذيب والاثارة الفجة وكل ما يمكن ان يضر المجتمع .. هذه هي الصحف التي تستحق الرقابة القبلية فهي لا تنير ظلاما ولا تزيح جهلا ولا تنشر ادبا ولا تحمي فضيلة .. فكيف يسمح لها بالبقاء بيننا تزيد من احتقاناتنا وتشرزمنا ، يرتزق اصحابها من بعضنا .. اؤلئك اللذين يفتقدون المقدرة على التمييز (بنور المعرفة ) بين الغث والسمين ، فيدفعون بعضا من قليل مالهم ويفسدون كل عقولهم ووجدانهم بها !! لابد من وجود رقابة علي هذه النوعية من الصحافة الصفراء حماية للمجتمع السوداني … لك وللعملاق محجوب شريف اطيب المني ..

  2. تسلم دكتورنا العزيز ويسلم شاعر الانسانية الرقيق المرهف وحقا يا ..للعار …