[ALIGN=CENTER] الأطفال المتفتحون [/ALIGN]
ما عاد الأطفال سذجاً على ما كنا عليه في زمان الطفولة، حيث يتوارى الواحد منا خجلاً اذا نودي عليه أمام جمع أو ضيوف… وكثيراً ما كنا نلتصق بأقرب الأقربين إن وجدنا أنفسنا وسط مجموعة… أذكر وأنا صغيرة أخذتني عمتي «آمنة» معها الى العمل وعند العودة كانت هناك زحمة في موقف مواصلات الجريف تمكنت عمتي من القفز الى داخل البص وحال بيني وبينها الركاب وقد امتلأ البص حتى برز الركاب على السلم كما كان يسميهم الكركتيرست الراحل عز الدين عثمان «شخصيات بارزة في المجتمع»، فتسمرت في مكاني أبكي بحرقة ولا أعرف كيف أتصرف الى أن أوقفت عمتي البص في المحطة التالية وعادت اليّ لتجدني في حالة يرثى لها… هب أن أحد أطفال اليوم تعرض لذات الموقف لكان التصرف مختلفاً تماماً.. أبسط ما كان يفعله هو لحاق البص بأي وسيلة كانت.. سبب اجتراري لهذا الموقف هو ملاحظتي لسفر طفل بمفرده داخل البص الذي تحرك من الخرطوم صوب مدني، حيث كنت أسترق النظر اليه لأشبع الفضول مع من جاء هذا الطفل؟ وكيف يسافر لوحده إن لم يكن هناك مرافق له؟.. حتى أنني ظننت أنه ربما كان رجلاً كبيراً متقزماً .. ما شاء الله على شفع الزمن الحالي.. انترنت وفضائيات وجوالات.. عصر التقنية والبديهة الحاضرة ويوسي ماسي.. وهذه ميزات بجيل قادم متفتح وواعٍ جداً، معطيات تبعث على التفاؤل الزائد بأن أطفال اليوم يملكون أدوات عصرهم والجرأة على توظيف كل قدراتهم الطفولية ولا نستطيع القول إنهم فقدوا البراءة، بالتأكيد هم أطفال محاطون بالبراءة، لكنهم الأقدر على التعامل مع روح زمانهم… وحليل زمن تخويفنا «بود أم بعلو.. والمرفعين وقصص فاطنة السمحة والغول وعلي بابا والأربعين حرامي»، فأطفال اليوم يتبادلون رسائل (الإس إم إس) ويتحاورون «بالجات والمسانجر» وإيميلي وإيميلك آخر الكلام: لابد أن يقول الزمان كلمته كل ما مضى ولابد أن تكون إستجابة له لمتغيرات لازمة وضرورية… وقد ولى زمن الطفل (أبو ريالة).
سياج – آخر لحظة السبت 03/10/2009 العدد 1134
fadwamusa8@hotmail.com