الطاهر ساتي

كلهم يهاجمون ، فأين المدافعون ..؟؟

[ALIGN=CENTER] كلهم يهاجمون ، فأين المدافعون ..؟؟ [/ALIGN] ** ما يحمد لوزير التعليم العام – الدكتور حامد محمد إبراهيم – انه يتحدث بكل شفافية عن قضية التعليم في البلد ، ولايعرف لغة اللف والدوران التي يتحدث بها بعض ذوي المناصب عندما يتحدثون عن قضايا هم ولاة أمرها ..ولكن للأسف وزارته – كشأن كل الوزارات الخدمية – ضعيفة بحيث لاتستطيع ترجمة آمال ومطالب وزيرها إلي واقع يساهم في نهضة التعليم .. أي ، وزيرالتعليم بكل آماله الخضراء في واد وحال التعليم بكل بؤسه الأجدب في آخر .. وهذه معادلة يستعصى على الناس فهمها ..المهم ، أنقل بعضا من حديث الوزير لهذه الصحيفة ، قبل التعليق..!!
** سيادته يقول : الصرف الحكومي على التعليم من الموازنة العامة – في أحسن حالات الصرف – لايتجاوز ال ( 1% ) ..وليس بعيدا عن هذا الصرف الهزيل ، يقول : المساق العلمي بمدارس السودان صار تلقينا فقط وليس تلقينا وتطبيقا كما كان سابقا ؛ لأن معامل الكيمياء والفيزياء والأحياء بالمدارس لم تشهد عملية صيانة منذ عقد ونصفه من الزمان ، ولهذا تدنى القسم العلمي بشكل واضح وتزايد القسم الأدبي بشكل أوضح ..هكذا يتحدث عن حال التعليم العام ، ويرثي لحال المساق العلمى بشكل خاص ، ثم يتحدث عن الحل المؤقت بقوله : بعد أيام سنذهب إلي باريس لمؤتمر يخص التعليم لنطلب دعما لمعامل المدارس الثانوية ، ( يعنى ماشي يشحد لمعاملنا ) .. ربنا يوفق ..!!
** وعن مجانية التعليم التي ترفعها الحكومة شعارا زاهيا منذ كذا سنة ، يقول بكل صراحة : مجانية التعليم غير منفذة .. الله !! ، كيف الكلام ده ؟؟.. هكذا يندهش كل من يزعجه ضجيج شعار المجانية ، ولكن سيادته ينفي ضجيج الشعار بحديث فحواه : نعم هناك تشريعات وقوانين بمجانية التعليم ، ولكن المحليات عجزت عن تنفيذ تلك التشريعات والقوانين لعدم وجود ميزانية كافية توفر الكتب والإجلاس وصيانة المدارس و( دورات المياه ) ، ولذلك وضعت رسوما رمزية ، وهناك محليات تركت الأمر لمدير المدرسة ، وهذا يلجأ لمجلس الآباء الذي يفرض الرسوم على الأبناء .. هكذا حال مجانية التعليم ، فتأمل صديقي القارئ .. ليس الحال فحسب ، بل تأمل الخدعة التي تمارسها المحليات للتحايل على قوانين مجانية التعليم ، بحيث تفوض المدير ليفرض مايشاء من الرسوم عبر مجلس آباء بأية حال من الأحوال ليس ببعيد عن مجالس المحليات .. أى مجالس الآباء هى الأيدى التي تستخدمها المحليات لجمع الرسوم الممنوعة رسميا ولكن ( شكليا ) ..!!
** دع كل هذا جانبا .. وحدق بكل حواسك عندما يتحدث سيادته عن مسيرة التعليم بصورة عامة ، حيث يقول : واقع التعليم في المرحلة السابقة كان فى حالة تجربة ، ويجب أن يكون وقفة واشراك كل ألوان الطيف السوداني في وضع علاج للمسألة ، خاصة أن الحكومة تغيرت من حكومة انقاذ وطني الى حكومة وحدة وطنية ، وعليه مايحدث في كل مرة يعتبر تجربة ..هكذا يلخص مسيرة التعليم بالبلد ، ( يعنى المسيرة دى كلها تجارب ياجماعة ) ..ولكن ما لم يقله السيد الوزير هو : متى سيخرج التعليم من حقل التجارب ..؟..لم يحدد زمنا ولن يحدد ، لسبب بسيط جدا فحواه : حتى سيادته لايعلم إلي متى سيتواصل هذا التخبط المسمى بالتجارب ، والى ماذا سينتهي .؟..الله أعلم ، ولكن الوزير لا يعلم ؛ لأن وزارته مجرد وزارة خدمية مناط بها تكميل نصاب مجلس الوزراء وليس تغيير بؤس حال التعليم بالسودان ، أي وزارة هامشية ( إحتمال عشان ماعندها دبابات ولاجيش ) .. !!
** هكذا حال التعليم العام كما ينتقده وزيره ..وطبعا إنتقاد حال التعليم مستهلك ، كما الحديث عن قضية الصحة ، وكما الحديث عن قضية الصرف الصحى والخريف ، وكما الحديث عن قضية دارفور ، وكما الحديث عن ..عن ..عن .. الحديث عن كل القضايا العامة أصبح مستهلكا وغير مجدي و يبدو للقارئ كمجرد ( طق حنك ) .. وهذا مايعرف بحرية النقد في السودان ، أي ( قل ما تشاء و سأفعل ما أشاء ) ..وعليه ، واصل نقدك سيدي وزير التعليم العام ، فأنت وأركان حرب وزارتك من آل بيتنا ، ولاينقصكم شئ غير تقديم طلب عضوية لإتحاد الصحفيين ، وذلك لتنظيم المهمة الرسمية لوزارتكم ، وهى مهمة ( نقد التعليم العام ) ..!
إليكم – الصحافة الاربعاء 07/10/2009 العدد 5849
tahersati@hotmail.com

تعليق واحد

  1. الاخ الطاهر سلامات
    نعم ان الحديث عن التعليم العام او المياه والكهرباء او خلافه اصبح امرا ممجوجا …!!! اذ لاتوجد اي حلول ملموسة لنا ، ولكنني اعتقد ان الدكتور حامد محمد ابراهيم وزير متميز بالشجاعة والموضوعية وهي سمة قد تقود يوما الي الطريق الصحيح لذلك فهو جدير بالاحترام والتقدير .. ويشكر وهو يجاهد في ان يجعل من الفسيخ شربات وكان الله في عونه وعون التعليم ..