نور الدين مدني

لم يعد هناك وقت

[ALIGN=JUSTIFY]بعيداً عن المظاهرات والحشد العاطفي والهتافات وردود الفعل المتشنجة التي لا تسمن ولا تغني من جوع بدأ التحرك الصحيح منذ لقاء السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير مساء الأحد الماضي مع قادة الأحزاب والتنظيمات السياسية ببيت الضيافة للتفاكر والتشاور معهم من أجل تسريع حل مشكلة دارفور.
* وجاء المؤتمر الصحفي الذي عقده السيد نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه بالأمانة العامة لمجلس الوزراء أمس الأول ليسير في ذات الاتجاه الصحيح لضبط رد الفعل الرسمي واستصحاب الموقف السياسي الشعبي للاسراع باستكمال العملية السلمية خاصة في دارفور ودفع خطوات الاتفاق القومي المدخل الأهم للحل السلمي القومي الديمقراطي المتراضى عليه.
* مع تقديرنا لكل التحركات الخارجية بكل مساراتها الدبلوماسية والقانونية، ومع تقديرنا الكامل للدور الذي يمكن ان تلعبه المنظمات الاقليمية والدولية خاصة الاتحاد الافريقي والجامعة العربية ومنظمة الدول الإسلامية والدول الصديقة في منظومة الأسرة الدولية فإن الحل – كما ظللنا نردد قبل ان تتعقد المسائل وتتطور – يكمن في انجاز الاتفاق القومي حول مختلف القضايا المصيرية.
* ان اللجنة الرئاسية العليا التي تشكلت لمناهضة إدعاء أوكامبو ينبغي ان تستصحب معها المبادرات الداخلية التي طرحها قادة الرأي ورموز العمل السياسي في البلاد لتعزيز السلام وتأمينه واستكماله جغرافياً وسياسياً.
* ولا يكفي في هذا ضمان موقف الحركة الشعبية الذي طمأننا نائب رئيس الجمهورية عليه في ذات المؤتمر مع كامل تقديرنا لموقف الحركة الشريك الرئيسي في الحكومة خاصة واننا أحرص على إنفاذ اتفاقية نيفاشا بكامل استحقاقاتها السياسية والقانونية والعدلية والتنموية.
* ان الجبهة الوطنية العريضة لا تستثني أحداً ولا تعزله ليس فقط من أجل الاسراع بحل مشكلة دارفور التي اسئ استغلالها من قبل الحكومة والحركات المسلحة بما فيها (حركة تحرير السودان) التي وقعت على اتفاق أبوجا بعيداً عن أهل دارفور الذين مازالوا يكتوون بآثار النزاعات المفروضة عليهم والتي يدفعون وحدهم ثمنها ويحصدون وحدهم خسائرها.
* الجبهة الوطنية العريضة لابد ان تستوعب الأحزاب والتنظيمات السياسية لمحاصرة النعرات الجهوية والقبلية التي استغلت هي أيضاً سياسياً، ليحصد ثمرها المر السودان كله، وقد كنا من أوائل الذين نبهوا إلى عدم تصنيف النزاع في دارفور بأنه بين عرب وزرقة، وان هذه الأعراق موجودة في الحكومة والمعارضة معاً، ولكن لم يستبن أحد النصح واستغل الجميع آلام المواطنين وويلاتهم سياسياً.
* لذلك لا بد من الاسراع بخطوات الاتفاق السياسي القومي الذي يستكمل ما تم من اتفاقيات ويبني عليها ويستوعب كل الحركات المسلحة ويدخلها في السلم كافة فهذا هو السبيل لتأمين البلاد واستقرارها والحفاظ على وحدتها أرضاً وشعباً.
* ولم يعد هناك وقت للمناورات والكيد السياسي.[/ALIGN]

كلام الناس – السوداني – العدد رقم 960 – 2008-07-16