الطاهر ساتي
الحصار .. ثم ماذا ..؟
** ولكن هل الحصار هو السبب الأساسي لهذا الضعف الذي هم به يعترفون ..؟..وإن كان كذلك ، أليس من حق المواطن المتأثر بضعف أجهزته التنفيذية أن يسأل عن أسباب الحصار ، والمسؤول عنها ..؟..هكذا يظل السؤال مشروعا عنده في حال أن يقف الحصار عائقا أساسيا بينه وخدماته الأساسية..وإن كان الحصار سببا جوهريا لضعف ورداءة الخدمات ، فلماذا الكشف عن السبب بعد عقدين من الزمان ظلت خلالهما ذات الأجهزة الضعيفة تملأ الفضاء ضجيجا بأنها قهرت الحصار وكسرت المقاطعة بالاعتماد على الذات ..؟.فأين نتائج هذا الذات في زمن اللاحرب واللاحصار ..؟..ألم تكن هذه هى اللغة الرسمية في زمن الحرب والجفاف والحصار الاقليمي والدولي..؟..فلماذا تغيرت تلك اللغة – فجأة كدة – في زمن النفط والسلام و الانفتاح الاقليمي وبعض الدولي ..؟..ثم الحصار الأمريكي الذي يضعف الولايات والمحليات بحيث تعجز حتى عن تصريف مياه الأمطار ، لماذا لايضعفها عن تحصيل الرسوم والجبايات والأتاوات..؟..أم أن الحصار مفروض بحيث يدفع المواطن – دم قلبه – لأجهزة الدولة مقابل خدمات غير متوفرة أو ضعيفة كما تصفونها ؟..والحال ليس بحاجة إلي وصف ، لأن لسان حال كل خدمة بمثابة « سيد الأدلة » ..!!
** وعلى ذكر محطة مياه بورتسودان التي ضرب بها مثلا للحصار .. نعم ، ربما تم توريدها بتكلفة عالية بسبب الحصار، ولكن ثم ماذا بعد التوريد ..؟.. على السيد وزير الدولة أن يقرأ هذا النص الموثق في تقرير الفريق الهندسي المكلف – من قبل هيئة المياه – باستلام تلك المحطة .. يقول النص «..أغلب الكوابل الموصلة ليست بالمواصفات والنوعية المطلوبة ..رغم المستندات التي قدمتها الشركة الموردة بأن هذه المولدات قد تم تصميمها وجربت وفحصت بواسطة الشركة المصنعة ، إلا عند التشغيل وضحت : المولد الأول به بخرة عند التشغيل ، المولد الثاني به بخرة عند التحميل ، المولد الثالث به بخرة عند التشغيل ، المولد الرابع به تسريب زيت مع بخرة ، المولد الخامس به بخرة وتسريب جاز ، المولد السادس خارج الخدمة بحيث لايوجد به لديتر ولا مروحة ولا مصفى زيت ..كل هذه المولدات ترتفع سخانتها عند التشغيل الى 90 درجة ، وهذا يقلل الكفاءة في فترة الصيف ..وشكرا ..المهندس : س ، خ ، ع / رئيس لجنة استلام محطة التحلية ج ببورتسودان ..» ..هكذا نص تقرير آثاره على مياه المدينة لاتقل عن آثار أي حصار ، دوليا كان أو إقليميا ..!!
** تلك خلاصة التكلفة العالية التي تم بها توريد المحطة التي ضرب بها وزير الدولة بالاعلام مثلا للحصار ..ورغم أنف التقرير لم تحدث أية محاسبة للجهات التي أهدرت تلك التكلفة العالية ، علما بأن وزير الري الذي تتبع له تلك الهيئة العامة يعرف كل شئ عن هذا التقرير وغيره ..لم يحاسبهم ، وكأن الحصار الأمريكي مفروض بحيث يعيث البعض في أجهزة الدولة فسادا وإهمالا في المال العام ..نعم سيدي الوزير ، المواطن محاصر بحيث لايجد خدماته الأساسية ، ولكن ليس بسبب الحصار الأمريكي فقط ، بل حصار المفسدين والعاجزين عن آداء واجبهم صار « أدهى وأمر»..ويجب تفكيك حصار هؤلاء بمعاول المساءلة والمحاسبة .. !!
إليكم – الصحافة الاحد 11/10/2009 العدد 5853
tahersati@hotmail.com
المحترم الطاهر ساتي .. تقدير بلا حدود،،
بارك الله فيك فقد كفيت واوفيت .. يعتقد الكثير من المسئولين ان البحث عن شماعة المبررات مثل الحرب او الحصار او غيره من الممكن ان تكون ردا مقتعا لشعب ذكي حصيف شديد الملاحظة مثل هذا الشعب السوداني العملاق .. لا والله فان الذي ذكرته لهو قناعة كل المغلوبن على امرهم والمحتارين في هذه الفوضي والمعاناة التي لا تنتهي ابدا ّّّ !!! اذا كان هناك حصار يعوق عمل الاجهزة التفيذية بالدولة فلماذا لم يظهر اثر هذا الحصار على مخصصات الوزراء والمسئولين ؟ حتى يقرب الهوة التي بيننا وبينهم ويشاطرونا هذه المعاناة .. غلاء .. وفقر .. وسوء خدمات .. لماذا ؟ وكيف يظهر كل صبح جديد ثري جديد .. يبدع في استفزاز هذا الشعب واحتقاره ؟ لماذا لم يحسم امر الكهرباء بكل السودان بعد وصول العديد من الالات للعديد من الولايات .. لماذ نحمي الفساد والمفسدين والمتقاعسين والفاشلين في الادارة والعمل العام والعمل الفني كذلك ؟؟؟ لماذا ندفع الضرائب والزكاة والاتاوات التي لا حصر لها وجلها خارج اورنيك 15 لجهاز تنفيذي عاجر بهذه الصورة طيلة هذه السنوات .؟ اسئلة كثيرة تختلج وتهتز بها النفوس .. ولا اجابات شافية تحترم ولو لمرة واحدة عقل هذا الانسان السوداني العفيف الشريف الابي ؟ عموما سيدي الوزير يجب ان تعلم اننا اذكى كثيرا مما تتصور .. فشكرا لك ..