[ALIGN=CENTER] قبائل ما بتهزَّنا [/ALIGN]
مهما حاول الكثيرون العزف على عدم وجود عادات سالبة جراء تصنيف البعض لبعض ولانفسهم على أساس قبلي أو جهوي.. فقد خرّ هذا الزعم صريعاً للحقيقة المُرة عند البعض.. ومهما تسامى البعض فوق حواجز التصنيف في دراما الحياة اليومية، فقد وجدت بعض الوشائج الدفينة لدماء القبلية والجهوية طريقها للتنفيس المؤلم جداً.. وكم من مرة ينحاز فيها البعض لابناء القبيلة أو بني الجلدة دون الانصياع للحق كحق مشروع وواجب.. ومكابر من ظن أن الكل اطلاقاً على قلب رجل واحد.. وما فيضان الانفلات والكم الهائل من مجالس التفاوض والحوارات السلمية ومساعي التفاهم والتشريعات التي تفرضها ضرورة الاحتكام للعقل والحوار، وتشهد على ذلك الاشجار الكبيرة التي حوت في جوفها قصصاً لمآسي حكيت ورويت تحتها.. وكم من رمال ووديان تشربت ببعض رحيق الأبدان القاني.. تحت صراع الزرقة والبيضة والحمرة والسمرة.. وكم مداخل فتحت لشياطين الانس والجن الطرائق والسبل للاجندات والتنازع، وكم من ظلم يحلق بالانسانية عندما يفقد احد ابناء الوطن حقاً من حقوقه تحت تأثير الرؤى القبلية المجحفة.. وحتى بعض المعالجات التي تنتهج من اجل لم الأمور من الانفلات، تلقي بظلالها على مبدأ اختيار القوي الامين الذي لا يخضع للون أو ملة أو الجهوية الموغلة في الحقد .. بقدر ما للانتماء للمجموعة من بريق واحاسيس بالزهو والافتخار، وبقدر ما لذات الأمر من مسالب في المجتمعات التي تكون مقصداً ومرمى للسهام والمقاصد ونتاجها الافتراق والتشاحن والبغضاء.. لابد لابناء السودان من إعمال صوت العقل والحكمة نزولاً على حاجة الوطن الملحة. آخر الكلام: في اتساع رقعة السودان مجالات للتنوع والتعدد.. يجب على الكل تفهمها وأن صعب البعض ذلك.. عليهم اخماد نيران ذواتهم وحصر اسقاطاتهم في اضيق الحدود حتى لا تتمدد آثار القبلية والجهوية ويتنادى الكل باسم السودان الموحد «الفوق عزو وقبايل ما بتهزو».
سياج – آخر لحظة الاربعاء 14/10/2009 العدد 1145
fadwamusa8@hotmail.com