جعفر عباس

بعد إيه يا خواجة يا حمار؟


[ALIGN=CENTER]بعد إيه يا خواجة يا حمار؟ [/ALIGN] التجربة العصيبة، التي كتبت عنها مرارا، والتي لا تفارق ذاكرتي قط، هي عندما تم إرغامي في مستشفى الكورنيش للولادة في أبوظبي، على البقاء مع زوجتي أثناء عملية الولادة التي نجمت عنها بنتي مروة.. ذهبت بزوجتي الى ذلك المستشفى في ساعة مبكرة من الفجر، فقرروا ان الولادة وشيكة وقمت بتمثيل دور الزوج العصري، وساعدت الممرضة في دفع النقالة ودخلت معها بضع خطوات داخل غرفة الولادة، ثم عملت الى الخلف دُر بطريقة عسكرية، وأحسست بقبضة قوية في تلابيب قميصي من الخلف، واستدرت لأكتشف ان الدكتورة هي التي تتحرش بي، فقلت لها: عيب يا ولية.. المدام قدامك وشايفة كل شيء وكونها تتوجع لا يعني أنها مصابة بالرمد.. قالت لي: يو آر ستينق هير.. ستبقى هنا.. هِير وين يا بنت آوى؟ قالت: هير في غرفة الولادة، وسحبتني من يدي وأشارت الى كرسي وقالت لي: ست هير آند هولد يور وايف باي ذا نك.. أجلس هنا وأسند عنق زوجتك.. واي؟ لماذا؟ قالت: شط أب.. فشططت أب لبضع ثوان، ثم قلت لها بكل أدب ورقة إن وجودي في الغرفة “لا لزوم له” ولكنها شططتني أب أقين.. أي أخرستني مرة أخرى، ثم شرعت تشرح لي كيف أسند رقبة زوجتي وكيف أنه من واجبي أن أكون قربها وأن أكلمها وأشجعها!! أشجعها في ماذا؟ هل ستقوم بتسديد ضربة جزاء؟ لا تخافي عليها فعندها خبرة سابقة في الإنجاب بدون تشجيع.. ثم غيرت التكتيك: يا دكتورة يا أمورة ما تطلبينه مني “عيب”.. ما يصير.. أنا جعفر بن شداد العبسي في غرفة ولادة؟.. ثم هاصت الحكاية.. وصارت المسألة جد وتكهرب الجو، ودخلت في حالة بين اليقظة والغيبوبة، إلى أن جاءت ممرضة وفي يدها كائن ملخبط ومشخبط ومخربط ومُربط… كانت تلك مروة أم فروة! ورأيت زوجتي التي كانت تولول قبل ثوان مبتسمة.. سبحان الله، فعلا الأمومة غريزة عجيبة.. كيف للنساء أن يضمرن كل هذا الحب لعيالهم رغم البهدلة التي يتعرضن لها أثناء الحمل والآلام الرهيبة التي يتعرضن لها أثناء الولادة؟ لولا تلك الغريزة الغامرة لما أنجبت امرأة أكثر من طفل واحد.
وقبل قليل لعنت خاش الطبيب الفرنسي مايكل أودانت المختص في أبحاث الولادة، فقد قام بدراسة على مدى سنوات واستنتج أن وجود الزوج داخل غرفة الولادة مع الزوجة أثناء “الوضع” يجعل العملية أكثر صعوبة وتعقيدا على الزوجة، ويطيل فترة الوجع.. بل ويقول ان بعض الزوجات يتعرضن لحالة نفسية عند وجود الأزواج معهن في غرف الولادة تجعلهن يكرهن الأزواج، ويؤكد الدكتور أودانت أن حالات طلاق نجمت عن ذلك.. وين كنت يا عبقري لما كنت في حاجة الى نظرياتك؟ يعني لو قلت كلامك هذا قبل ولادة مروة بساعات كنت عرضته على أم المعارك وكانت بالتأكيد ستقول لطبيبة التوليد الحمقاء تلك: مش عايزة أشوف وشه (وجهه) هنا.
بس على مسؤوليتي مايكل أودانت هذا ثور وحمار.. ملايين التجارب أثبتت ان وجود الزوج قرب زوجته في لحظات زنقة الولادة يخفف عنها الآلام ويجعلها تحس بأن هناك من يشاركها ويقاسمها “اللي هي فيه”.. بس هذا كلام ينفع مع الخواجات فلا تكوني عبيطة يا سيدتي وتطلبي من سي السيد ان يدخل معك غرفة الولادة لأنه غالبا سيطلقك قبل اشتداد الطلق.

زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com


تعليق واحد

  1. ابو الجعافر يا جامد عملتها انا ارى عكس مايكل الثور والحمار ان وجود الاب في اثناء الولادة يخفف من اللآم الزوجة
    وتحس ان السبع معاها تحس بإطمأنان

    ابو ورد