فدوى موسى

عيانين شديد!

[ALIGN=CENTER] عيانين شديد! [/ALIGN] الوهم.. مرض عصي على العلاج.. مدخله أبواب كثيرة جداً.. وحالة الوهم التي تستشري بين البعض تحتاج لتركيز بالغ من المعالجين الذين يفترض أنهم بعيدين كل البعد عن الوهم.. الموهومون في أمور الحياة يجافون الحقائق ويقتربون من حالة الجنون الصامتة أكثر من الحالة السوية.. هناك من ينحصر كل .. وهمه في حالته الاجتماعية ووضعه عند الآخرين.. فتجده يبالغ في اتخاذ شكل من أشكال الوهم الزائد.. في الحديث… في التصرف.. في السلوك.. في الملبس ويتهيأ اليك أنك أمام شخص «قمة» وما أن تستجلي الأمر إلا وتجد أن نظرية الوهم قد تملكت هذا الفرد حتى النخاع.. أما وهم العاطفة والرومانسية الذي يمارسة الدجالون على بعض الفتيات الغافلات حسب حاجتهن لسماع الكلمات الحانية ورغبتهن في الإحساس بالرغبة وأنهن مازلن في ملاعب المشاعر والأحاسيس، فيوهم هؤلاء الدجالون أمثالهن بوهم الكلام الناعم المعسول وما يجدنه عندهم من وعود كاذبة ومضللة.. أما وهم السياسة، فهذا «وهمو برا» فبعض الساسة «يرحمهم الله» يحسون في أنفسهم أنهم المعالم والدلائل لطرق الحياة.. يحسون أنهم دائماً فوق كل الناس تنظيراً وألقاً فكراً وعملاً.. فيطفقون في رفع درجات أحساسهم بوهم الذات والنفس… فهم يقدرون أنهم مفرق كل مسارب فكر الآخرين وأنهم الأكثر نضجاً في النظرة الكلية الشاملة للحياة، بل يتعدى الأمر عندهم أحياناً الى الإحساس بأن الآخرين في حالة انقياد تام لهم.. وأنهم أشبه بقطعان البهائم التي تتبع بلا تميز ووعي… وعالم الفن له بعض «المواهيم» إيماناً بأن الجنون فنون أو العكس.. فيعمدون لتلبس وهمة الفن أو الجن في تطويل الشعر عند الرجال والبهرجة الزائدة عند النسوة وكل شيء عندهم «أوفر».. أما وهمة بعض الشباب فتتبدى في حالات التشجيع المفرط أو الإعجاب المبالغ فيه بشخصية معينة الى المدى الذي يجعله من محاكاتها والتمثل بها حالة غير طبيعية جداً جداً. أما وهمة الموضة عند الشابات فتتجلى في حالة «التحذق والتجبص» في الملابس للدرجة التي تجعلك حائراً، تتساءل كيف تمكنت من الدخول في هذه الملابس أو كيف تميز ما بين حقيقة إرتدائهن للملابس من عدمه.. ووهمة بعض النساء فوق سن الأربعين تتمثل هذه الأيام في طقوس غريبة لمزاجات شرب القهوة والشيشة واستدعاء «جماعات الدستور».. حمانا الله وحماكم من دراما هذا الدستور. آخر الكلام: في كل مستوى أو فئة هناك بعض حالات الوهم التي تجعل الصورة العامة أشبه بحالات الإعياء المزمنة.. وربنا يشفي هؤلاء من «وهماتهم».. وما لهم عيانين شديد؟
سياج – آخر لحظة الثلاثاء 27/10/2009 العدد 1157
fadwamusa8@hotmail.com