الطاهر ساتي

لاءاتهم … نعم ..!!

[ALIGN=CENTER] لاءاتهم … نعم ..!! [/ALIGN] ** لم تبارح محطة تناقضاتها بعد ..هكذا ظلت مواقف الحركة الشعبية في كل قضية ، حيث تتحدث بلسان ثم تخرج للناس لسانا آخر ينقض حديثها السابق .. تابع إرشيف مواقفها في كل ملفات نيفاشا ، لن تجد موقفا تم اتخاذه من قبل سادة الحركة بلا تناقض – ولولوة – وشد وجذب فيما بينهم ، وكأنهم لايمثلون حركة ، بل حركات ..وتنصلهم بالبارحة عن مسودة قانون الاستفتاء – التي تم الاتفاق عليها قبل أسبوعين – ليس بتنصل فريد ولا وحيد ..لقد تنصلوا سابقا عن التعداد السكاني وقانونه ، ثم وافقوا على التعداد وقانونه قبل أن يمضي أسبوع عن تنصلهم ،فعدوا أنفسهم و رعيتهم ..!!
** وبعد عملية التعداد ، عادوا إلي عاداتهم القديمة ليرفضوا أرقام تلك العملية ويتنصلوا عنها ، وظلوا على هذا الحال حينا من الزمن غير الطويل ، حتى ذهب الدكتور الترابي إلي جوبا محاورا ومفاوضا إياهم ، ثم عاد منها فرحا ومحدثا للصحف : الحركة الشعبية وافقت على نتائج التعداد السكاني..نعم وافقت للترابي بجوبا ما رفضته لحكومة الخرطوم التي جاء بها الترابي قبل عشرين عاما .. وهذا يعكس بأن رفض النتائج لم يكن مبدئيا ولا مبنيا على أسس سليمة ، بل كان رفضا مراد به مناورة سياسية ولف ودوران ، ولكن حليفهم الشعبي أفسد خطتهم واقنعهم بقبول نتائج التعداد ، فقبلوها ..!!
** ثم ..قد نتناسى ولكن لاننسى ماحدث لقانون الانتخابات من قبل الحركة الشعبية ونوابها بالبرلمان .. قبل إيداعها في البرلمان ، ظلت الحركة الشعبية ترفض نسب الدوائر الجغرافية ودوائر التمثيل النسبي التي وضعها المؤتمر الوطني في مسودة قانون الانتخابات ، ظلت ترفضها رفضا أطرب قوى التجمع الديمقراطي فتحالفت معها في الرفض ..هكذا ظل الرفض التحالفي معلنا حتى قبل يوم من عرض المسودة على نواب البرلمان ..وجاء يوم العرض الذي تفاجأت فيه كتلة التجمع الديمقراطي بالبرلمان بأن كتلة الحركة الشعبية التى كانت ترفض حتى البارحة هي ذاتها الكتلة التي توافق على المسودة بكل نسبها التي صاغها المؤتمر الوطني ..وأمام دهشتهم قال رئيس نواب الحركة بالنص : وافقنا مكرهين .. ولم يقل : صاغرين ..!!
** وهكذا ..القضايا التي هم تنصلوا عنها كثيرة ، وهي ذات القضايا التي عادوا إليها بالقبول والموافقة وهم صاغرون ..ولذلك ليس هناك داع أن يزعج باقان أموم الرأي العام بحديث فحواه : الحركة الشعبية لم توافق على مقترح قانون الاستفتاء ..هكذا يتحدث باقان ، ومقترح القانون المشار إليه في حديث باقان هو المقترح الذى صاغته اللجنة السياسية المشتركة ..بالمناسبة ، الدكتور رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب هو من نال شرف الاعلان عن توصل الحركة والمؤتمر الى اتفاق حول مقترح قانون الاستفتاء ، الأسبوع الفائت بمطار جوبا ..تأمل ، صديقي القارئ .. نفس السيناريو البائس وبذات الاخراج الردئ وكذلك الأبطال هم الأبطال ..يأتي نائب رئيس حكومة الجنوب إلي الخرطوم ويشارك في وضع مقترح القانون ، ثم يوافق على المقترح ويذهب به فرحا إلي الجنوب ، ثم يعلن من مطار جوبا عن سعادته بميلاد مقترح القانون ، وقبل أن تكتمل سعادته بهذا الميلاد يأتي باقان أموم إلي الخرطوم ليعلن للناس : لم نوافق على القانون ..هكذا الفيلم حتى مساء البارحة .. ولكن لاتكتئب ولاتحزن ولاتندهش .. فالمشاهد لم تكتمل في هذا الفيلم بعد .. أديها أسبوع بس .. فالمشهد الأخير سيظل كما هو : وافقنا مكرهين أو ..صاغرين ..!!
إليكم – الصحافة الاثنين 26/10/2009 العدد 5867
tahersati@hotmail.com

تعليق واحد

  1. العزيز الطاهر سلام

    ناس الحركة الشعبية ما عارفين يعملوا شنو .. في اي موقف .. هي دلالات عدم النضج السياسي واهمال المسئولية الوطنية الكبرى التي يجب عليهم تحملها كشريك سياسي بنصوص الاتفاقية … ولكن انت لا تجني من الشوك العنب .!!! الحركة تفتقد التنظيم الهرمي السياسي والاداري .. وتعاني من تخبطات كثيرة تنعكس لنا في شكل تناقضات هنا وهناك … لا يزال معظم قادتها يعيشون باحساس الغابة والحرب برغم تنعمهم بثمار السلام ورفاهيته التي يبخلون بها على اهل الوجعة من اخوتنا ابناء الجنوب .