زهير السراج

الحاصل شنو؟

[ALIGN=CENTER]الحاصل شنو؟![/ALIGN] * فى الوقت الذى تتراجع فيه كل الجماعات الأصولية فى العالم الاسلامى عن مواقفها المتطرفة مثل تكفير المجتمع والدولة والأفراد وتراجع أفكارها وتجنح الى الاعتدال والموعظة الحسنة إلتزاماً بالأمر الربانى الواضح والقاطع والملزم الذى جاء فى أكثر من موضع ومناسبة ومكان فى القرآن الكريم والسيرة النبوية العطرة .. فإن الأصوات الداعية والداعمة للفكر المتطرف فى بلادنا تزداد ارتفاعا لدرجة ان العنف يصل الى داخل البرلمان فضلا عن حوادث القتل والاعتداء المتكررة والتهديدات باسم الدين التى تشهدها البلاد بين حين وآخر وكأننا لا نتعظ ولا نعتبر من أخطاء الآخرين !!
* وتكرار الأخطاء ليس قاصراً على الفكر المتطرف والجماعات الدينية فقط ، بل يشمل كل مجالات الحياة وقطاعات المجتمع من السياسة والسياسيين والحكام الى الناس العاديين وحياة الناس اليومية البسيطة مروراً بالاقتصاد والتعليم والثقافة والرياضة .. إلخ !!
* كل التجارب السيئة والأخطاء فى كل المجالات التى ارتكبتها الشعوب والمجتمعات الأخرى – خاصة جيراننا فى شمال الوادى – ثم تراجعت عنها نبدأ نحن فى تطبيقها بحذافيرها وتفاصيلها وأبشع ما فيها بعد أن تتخلص منها تلك المجتمعات مباشرة، وكأننا مقلب نفايات أو كأن لدينا شركات تستورد التجارب السيئة مع السلع الرديئة التى تستوردها وتأخذ على ذلك عمولات كبيرة وتجنى ارباحاً ضخمة .. أما التجارب الجيدة فلا وألف لا!!
* هذا الأمر يبعث على الدهشة والحيرة ويدعو للقلق ويثير التساؤلات .. (لماذا يحدث ذلك؟! .. ولماذا لا نتعظ من أخطاء وتجارب الآخرين ؟ هل نحن نعيش فى عزلة عن العالم الخارجى برغم التطور الكبير فى وسائل الاتصال والمواصلات حتى صار العالم غرفة واحدة، أم أننا مغرمون باعادة انتاج التجارب الخاطئة وعدم الاقتناع بسوئها إلا بعد أن نتجرع مرارتها، أم أننا لا نرى ولا نسمع ولا نقرأ ما يأتينا من الخارج إلا الغث والركيك والتهريج ؟!) !!
* ثم أين مساهمات أصحاب العلم و المعرفة والخبرة والرأى السديد لتقويم الاعوجاج وقيادة المجتمع وحماية الناس من الأفكار والتجارب الخاطئة ؟!
* هل يضرب هؤلاء على أنفسهم سياجاً كثيفاً من العزلة تعاليا على المجتمع، أم أنهم ممتنعون عن المساهمة والمشاركة احتجاجا على سيطرة الجهلاء والمنافقين على كل مفاصل الدولة ومجالات الحياة فى السودان أم أنهم عاجزون لا حيلة لهم، أم أنهم غير موجودين فى الأصل وأن الركاكة التى تنتشر فى بلادنا هى كل بضاعتنا وما ندعيه من فهم وقدرات هراء فى هراء ؟! أم ماذا يحدث ؟!
* من يجيبنى ويزيل حيرتى ويعيد الاطمئنان الى نفسى المضطربة .. وهل نترك السودان يضيع هكذا من بين ايدينا كل يوم ونحن عاجزون عن فعل شئ لا نملك حياله إلا الصمت والتجاهل أوالهجرة فى أفضل الأحوال ؟!

drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى ، 1نوفمبر 2009

‫3 تعليقات

  1. دكتور زهير سلام وتحية
    فعلا الحاصل شنو ؟ سؤال كبير في بلد تائه .. في نفق كبير … اس المشكلة حسب تصوري المتواضع هي في الانسان السوداني .. الشخصية السودانية تحتاج الي اعادة نظر شاملة من قبل المتخصصين .. تحتاج للتحليل العلمي الدقيق الامين .. تحتاج الي التشخيص حتى نسبر موضع الخلل في تربيتنا المنعكسة سلوكا وتصرفا .. حتى نعرف لماذا نحن هكذا .؟ لا نتعلم من اخطائنا .. لانحترم وقتنا .. لانحترم بعضنا .. لا نلتزم بالنظام .. لا نخطط ليومنا ولا غدنا … لا نحترم العمل … لماذا لا يؤثر فينا التعليم فنغير الكثير من سلوكياتنا الخاطئة ؟ وعاداتنا السالبة .. لماذا ان حاول احدنا ان يغير خطأ ما او سلوكا ما او تصرفات خرقاء نصفه بالمتفلسف ؟ هذه الشخصية العاطفية في كل الاوقات .. كبارا وصغارا … والنماذج عندي كثيرة جدا لا يسعها المقام .. متعلمين وانصاف متعلمين وبسطاء … ان استطعنا عزيزي زهير ان نجد لهذه الشخصية دواء ممرحلا ناجعا فسينصلح حالنا في كثير من الوجوه ولن تجد الكثير من صور الرأي الجمعي الدخيلة التي تعشعش فينا الان سلبا .. ولن تجد سياسيا يدغدغ عواطفنا كذبا .. ولا لصا يسرق مالنا العام في وضح النهار بلا خوف !! ولا موظفا يأتي للعمل متأخرا ويقول لك تعال بكرة .. !! ولا لاعبا يمكن شحنه سلبا من صحفي اخرق .. ولا رجلا غير مناسب ابدا في مكان ما .. سيتغير الادراك الجمعي .. نتيجة لتغير المفاهيم .. ويصبح لدينا رأيا عاما موجبا قويا يصعب تجاوزه الا نادرا .. انها ثورة الانسان السوداني الفعلية المبتغاة .. حتى يتحرر من نفسه السالبة … فنستنشق هواء مختلفا عبر فضاءات مختلفة فتتغير لغتنا اليومية المتداولة مع بعضا ويتغير زينا الذي نلبسه (شكلا ومضمونا ) ويتبدل سلوكنا مع انفسنا ومع الاخرين .. ههنا نبدأ خطوات الطريق الطويل للخروج من النفق … اي ان نغير انفسنا .. هكذا .. نعم .. حينها لن يجرؤ مغامر مهما كان على امتطاء دبابة باخر الليل ليعلن لنا البيان الاول .

  2. دكتور زهير ألف سلآمة ليك من الحيرة واضطراب النفس .. هو حالنا منذ الازل وهو مايجعلنا نحجل الي الخلف والناس تخطو بثقة الي الامام ولاندري الي متي هذا الحال فيقيننا أن الله لايغير مابقوم حتي يغيروا مابأنفسهم .. هذه دعوة فلنبدأ نحن وقراؤك الالاف نغير من سلوكياتنا السالبة والتي عددها مشكورا الاخ الحزين وستنثر عبيرها
    الفواح حتما علي المحيطين ولتكن انطلآقتنا بشعار ( معا نحو التغيير ) .. أنا جادة مارأيكم أيها القراء الاعزاء ..؟

  3. شكرا الاخت الكريمة زولة ….اتفق معك وهي دعوة لكل القراء الاعزاء للتغيير نعم فلنبدأ وانت معنا بقلمك دكتور زهير وستجد العديد من الاساتذة في كافة المجالات نعم …. معا من اجل التغيير …