زهير السراج

أول القصيدة كفر

[ALIGN=CENTER]أول القصيدة كفر !![/ALIGN] * ينطبق هذا العنوان على أول مقال بصحيفتنا للأخ الدكتور ربيع عبدالعاطى أحد مسؤولى الاعلام بالمؤتمر الوطنى والمدير السابق لوكالة السودان للأنباء وعدة مواقع حكومية أخرى فى زمن الانقاذ !!
* يقول الدكتور فى عموده (هموم الناس) تحت عنوان الاستقرار الأمني : (ليس غريبا فى الدولة المعاصرة التى فعلت بها التطورات ما فعلت أن نسمع خبرا مفاده ارتكاب جريمة نكراء أو الاعتداء على مؤسسة أو منزل من قبل عصابة من اللصوص وقطاع الطرق)، وذلك لتبرير ازدياد وتيرة الجرائم العديدة والمتنوعة التي تشهدها البلاد كل يوم، ويضرب مثلا بالولايات المتحدة الامريكية، ثم يقرر ان الجرائم وافدة من الخارج وينسبها للأجانب بدون الاعتماد على أية احصائيات أو تحليل موضوعي لهذه الجرائم ومرتكبيها، غير انه يخلص الى ان السبب هو عدم وجود الحكم الرشيد في جنوب السودان الذي فتحت حكومته حدود البلاد الجنوبية لدخول كل من هب ودب من الناس والشاحنات التي تجلب المخدرات والخمور !!
* تخيلوا .. كيف يعمي التعصب السياسي عين الانسان وبصيرته عن المنطق السليم ويجعله يلقى الاتهامات بدون اي دليل في سعيه لتبرئة الجهة التي ينتمي اليها سياسيا – ولا أقول فكريا – لعدم وجود أي فكر وراء الممارسات السياسية لتلك الجهة وانما هو مجرد لباس ترتديه من الخارج لتخدع به البسطاء وتحقق مكاسب سياسية وتمارس القمع الفكري على الخصوم السياسيين !!
* لا أريد الدفاع عن هذا الحزب او ذاك، ولكنني أربأ بخبير اعلامي قديم وصاحب مؤهلات أكاديمية رفيعة ان ينطلق من منطلقات حزبية او بدافع (المصلحة) لتحليل ظاهرة خطيرة ومثيرة للقلق الشديد مثل ازدياد الجرائم وتنوعها حتى لم يعد يمر يوم إلا وتصدر الصحف حافلة بشتى صنوف الجرائم في الحضر والأرياف على حد سواء بينما كانت جريمة واحدة فى السابق تظل مثار حديث المجتمع السوداني بأسره سنوات طويلة !!
* ولست فى مقام ذكر أمثلة للجرائم التى يشهدها المجتمع اليوم فهي معروفة للجميع وتتسابق على نشرها صحف الجريمة، ليس لهدف نبيل وانما بغرض الكسب الرخيص للأسف الشديد، ولكن ليقل لنا الدكتور عبدالعاطي ما هي علاقة ازدياد جرائم مثل (الجرائم الأسرية) بالسبب الذي أورده في مقاله؟ وهل ازدياد الجرائم في المجتمع الأمريكي مبرر كاف في نظره لارتفاع معدلات الجريمة في السودان؟ وبالمناسبة فإن الحديث عن انتشار الجريمة في امريكا بالطريقة التى تناولها الدكتور ليس صحيحا، فالعديد من المدن الامريكية من أكثر الاماكن أمنا في العالم !!
* وأخيرا فإنني أتفق مع الدكتور بأن أحد أسباب انتشار الجرائم وارتفاع معدلاتها في السودان هو عدم وجود الحكم الرشيد، ولكن ليس في الجنوب فقط، وانما في الشمال أيضا !!

drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى ، 2نوفمبر 2009

تعليق واحد

  1. دكتور زهير سلآمات .. نحتاج الي الحكم الرشيد الذي يبسط العدل ويساوي بين البشر ويسعي لرفع مستوي المعيشة للكافة الي حد الكفاية ومن ثم تشديد العقوبات الي كل من تسول له نفسه الاعتداء علي حقوق الغير وبالتالي نمنع أسباب الغبن التي تفشت في أوصال المجتمع حتي نرمي بألفاظ التهميش الي مذبلة التاريخ وننعم بالامن النفسي والاجتماعي .. في سوريا ذات الامكانات الاقل تنسي أشياءك مهما كانت ثمينة لتجدها في مكانها بسلوك متحضر وأمين مبعثه رفاهية الفرد والعقوبات الرادعة ..قبل أيام اعتدي أحدهم في أحد اسواقنا علي امرأة بفأس بعد زجرها له لتحرشه بهافحوكم بثلآثةأشهر سجنا فهل هذا عقاب يردع ويمنع من فعلها من تكرارها ؟؟ فعلا أين نحن من الحكم الرشيد ؟ شكرا دكتور زهير ..