زهير السراج
هل اقترب خيار الصفر
* هذه الأزمة لم تبدأ اليوم، بل منذ سنوات قبل أن تبدأ الفترة الانتقالية نفسها .. عندما اتفقت الحركة مع المؤتمر الوطنى على الدستور الانتقالى الذى ينص فى المادة 226 (5) على استمرار سريان القوانين السائدة نافذة ما لم يتخذ إجراء آخر وفق الدستور الانتقالى !!
* وافقت على ذلك وهى تعلم أن بقاء تلك القوانين يعنى بقاء الاوضاع القديمة، وأن اتفاقية السلام والدستور الانتقالى يعطيان المؤتمر الوطنى أغلبية برلمانية يستحيل بدونها تعديل أو اصدار قوانين جديدة !!
* ليس ذلك فقط ، بل أضاعت الفترة ما قبل الانتقالية (6 أشهر) التى كان من المفترض ان تشهد تعديل القوانين وأشياء أخرى، فى الاحتفالات وزيارات الوفود الى الخرطوم، بينما كان بامكانها فعل الكثير فى ذلك الوقت لاسباب عديدة من بينها وجود الدكتور قرنق!!
* ثم جاءت وفاة الدكتور قرنق وعندما أفاقت الحركة من الأحزان اكتشفت أن الدكتورأخذ معه كل شئ عندما رحل، بما فى ذلك الحركة نفسها ولم تبق إلا مجرد خيوط متناثرة لا يجمع بينها فكر سياسى أو عمل تنظيمى مؤسسى، سرعان ما أخذت تتعقد وتتشابك بسبب عدم الخبرة السياسية وتعارض المصالح واختلاف الرؤى !!
* ثم بدأت الصراعات الداخلية الطاحنة التى لا تزال مستعرة حتى الآن وما انشقاق الدكتور لام أكول وجماعته، واحتلال مكتب مدير جامعة بحر الغزال بالخرطوم قبل بضعة أيام إلا خير مثال !!
* كل ذلك، بالاضافة الى الصراعات المستمرة مع المؤتمر الوطنى ، أهدر الوقت وعندما إلتفتت الحركة وجدت نفسها على مقربة من الانتخابات التى ليست لديها القدرة التنظيمية أوالمالية أو الحركية على مواجهتها، فلم تجد سوى (قشة) القوانين لتتعلق بها، وهى ان انقذتها من الغرق فلن تنجيها من اسنان سمكة القرش التى تنتظر على أحر من الجمر لتمزيقها إربا إربا.. وكلما ازدادت فترة المقاطعة كلما ازدادت السمكة قوة واقتربت من تحقيق الهدف !!
* لا أستبعد أن يكون خيار الحركة القادم هو اعلان الانفصال قبل ان يحين الموعد المحدد للاستفتاء وقد لاحت فى الأفق تباشير ذلك بحديث الفريق سيلفا كير الأخير مما يفتح الباب امام كل الاحتمالات وعلى رأسها الفوضى والانهيار .. وأرجو أن أكون مخطئاً !!
drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى ، 3نوفمبر 2009
الحركة – رفعت شعار السودان الجديدة – ووجدناها كغيرها من احزابنا االجاثمة فى صدورنا منذ الاستقلال تحارب فى المواطن مرة بقيادة الجيوش وتارة بانهاك التنمية