الطاهر ساتي
نهاية قضية البنطال .. نموذجا ..!!
** وهكذا السودان يا زميلتي لبنى أحمد حسين .. أي ، هتف لك البعض متعاطفا وداعما عندما كان الهلال المرتجى من كل ذاك الزخم هو : تعديل أو إلغاء قانون النظام العام ..فأعجبك الهتاف ، ولك حق الإعجاب ، ولكنك للأسف لم تحسني فهم مغزاه ومعناه ، بدليل أنك اليوم تقفين في سوح التنطع وتحدقين في سماء اليمن وتشيرين إلي المنظمات والجمعيات والإعلام هناك بهلال آخر فحواه : خرجت بمطار الخرطوم متخفية بالنقاب الأفغاني ، حيث ساعدنى البعض على الخروج ، فأنا محظورة عن السفر ، وسأعود إلي الخرطوم بذات الوسيلة التي خرجت بها ..أو هكذا صيحتك الثانية في قومك ، ولكنك لم و لن تجدين منهم شكرا ولا تقديرا هذه المرة ، لقد إمتلأت عيونهم وعقولهم – كما أهل تلك القرية – بالاستياء ..!!
** أيتها الزميلة ..كل من عليها يعلم بأن المرء حين يغادر البلد لا تضع الشرطة تأشيرة الخروج على رأس المغادر ، منقبا كان ذاك الرأس أو متبرجا ، بل تضعها على جواز سفره مقابل رسم معلوم القيمة ..ثم كل من عليها يعلم بأن المغادر حين يلج بحقيبته صالة المغادرة متوجها شطر الطائرة ، لاتطالبه السلطات هناك بادخال رأسه – ملثما كان أو أقرع وعاريا – في جهاز الحاسوب ، بل تستلم منه جوازه ثم تدخل بياناته في ذاك الحاسوب .. وعليه ، فالمحظور وغيره يظهران في نافذة التأشيرة أو عند مدخل صالة المغادرة ، فيرجع المحظور إلي آل بيته لاعنا السلطات – وأبو اليوم الجابها – ويغادر غير المحظور عزيزا مكرما ، كما زميلتي لبنى .. فلم يكن هناك داع للتنطع والإشارة إلي الهلال الثاني : أنا محظورة .. فالبنطال كان يكفي نضالا ضد قانون النظام العام ..!!
** ثم أيتها الزميلة .. فلنجمد عقولنا مؤقتا ، لنصدق بأن البعض ساعدك في الخروج تحت ستار النقاب الأفغاني ، أو كما تصفين كيفية الخروج ..حسنا ، إن كان الأمر كذلك ، أليس معيبا أن يضع حديثك كل العاملين بمطار الخرطوم – ساعة خروجك – تحت وطأة التحقيق والتحري والمحاسبة بتهمة أنهم خالفوا قانونا يحظر سفرك ..؟..إن كانت مساعدتهم إحسانا ، فهل هذا جزاء الإحسان ..؟..وإن كانت مساعدتهم نضالا ، أهكذا يغدر البعض المناضل بالبعض الأخر..؟.. تلك أسئلة إجاباتها غير مطلوبة ، لأنها ناتجة عن حدث لم يحدث ، أى لن يكون هناك تحقيق ولاتحرٍ ولامحاسبة للعاملين أثناء ساعات مغادرة لبنى ، والسبب : ليست هناك مخالفة في مغادرتها وسفرها .. سافرت – بالنقاب الأفغاني – كما الآلاف التي تسافر يوميا ، وستعود – بالنقاب الباكستاني أو بالثوب السوداني – كما الآلاف التي تعود يوميا ..أي ، ليس هناك حظر ولايحزنون ، والحظر السابق كان مرده قضية البنطال التي لم تكن قد فصلت فيها المحكمة آنذاك ، وهذا إجراء قانوني معترف به دوليا ومحليا ومعمول به رسميا و شعبيا في بلاد الدنيا والعالمين ..حتى في قضايا النشر ، كثيرا ما يستأذن الصحفي المحاكم عند السفر ، فتأذن له ، وإلا فان للشاكي حق إصدار « حظر سفره » ..هكذا أشرح لك – صديقي القارئ – أبجديات القانون ، وأنا آسف على إهدار زمنك لتعريفك بأن الماعز لا تطير، بل تمشي .. وما تقول لي : لو طارت برضو غنماية ..أو كما يقول المثل في مواقف المكابرة والمزايدة …!!
** المهم .. أي ، كل ماسبق ذكره ليس مهما .. حيث كثيرة هي القضايا العادلة التي أفسدتها المرافعات غير الذكية ، وكثيرة هي الغايات السامية التي أهدرتها الوسائل غير المنطقية ، وكثيرة هي حقوق العامة التي أضاعتها أطماع الخاصة .. وسيتواصل الحال حتى نغير ما في أنفسنا ، أو هكذا شرط تغيير ما في القوم .. أي قوم …!!
إليكم – الصحافة الاحد 08/11/2009 العدد 5881
tahersati@hotmail.com
ألا ترى الغباء و المباهاة و المفاخرة بذلك,فهي استغلت قضية قانوينة لغرض سياسي وتنطع الذين هم خارج المسرح واطلقوها بوقاً حتى وصل ساركوزي,ومجدها عبد الرحمن الراشد وما ادراك ما الراشد بقناته المسماة العربية بهتاناً وصيحفته خضراء الدمن وصغار في السودان,فصدقت ما يقال وأخذت من تلك الشهرة زيفاً فخسرت قضية قانونية كان ممكن أن تفيد المنسيات اللائي ظلمهن القانون فأفسدت كل شيء ونالت سراب وةخروج بنقاب ضد قناعاتها.
و النهاية اتضح انها لا مباديء لها .
الاخ الطاهر :
اليس من المحتمل ان تكون قد خرجت باسم مستعار وجواز سفر ثاني كما يفعل الكثيرون ؟؟؟
اما كان الاحرى بك وانت تخاطبها باسم الزميلة ان تراسلها بالايميل او او حتى الجوال لتوضح لها هذه النصيحة بدلا من التشهير بها للمرة الثانية ؟؟
هذه المهنة تحتاج الى قدر اكبر من الشفافية اخ الطاهر كنا نحسبك الاكثر شفافية من بين كتابنا الاماجد ..
كل ما نريد هو الحرية …نحن جميعا شركاء فى هذا الوطن لانه ملك للجميع ويجب ان يكون كذلك…..حرية التعبير..حرية التنقل …وحرية الحياة الشخصية فى جميع احوالها ما لم تضر بالمجتمع….حتى الحاكم ليس له الحق فى الحكم فى حريات الاخرين
ما لم يكن هناك قرار تشريعى اتخذه نواب الشعب المفوضون والمنتخبون باسم الشعب …حينها يكون الشعب هو من اختار لنفسه كيف يعيش…..
لست أدرى لماذا يستعبد الانسان فى بلده……والله نحن اليوم نحس كاننا مستعمرون………………. نريد عتق رقابنا … نريد الحرية..الحرية
من على القرب ورغم بعد المسافات نحن نتابع كك كتاباتك الشيقة وربنا يوفقك ويرفع مقامك وليكن هذا الموضوع وسام شرف لك ولكل من يحب لهذا الوطن وكل ما كتبته عين الحقيقة وجزاكم الله
نحب وطننا ونحب اخانا الطاهر ساتي ولنا من الود مثله للسيدة لبنى ..حتى ولو خالفتنا الراي ..
لو لم نكن نحب هذا الصحافي لما تداخلنا معه مناصحين اصلا ..
نملك حسا وطنيا عاليا حتى ان البعض عجز عن استيعابه ..