زهير السراج

الفول فولى

[ALIGN=CENTER]الفول فولى..!! [/ALIGN] * الحكومة لم يكفها كل ما فعلته في الشعب المسكين من ضرائب ورسوم وجبايات.. إلخ، وهاهى تمد يدها الغليظة الى (فول) المواطن!!
* حتى الفول الذى صار الملاذ الوحيد للمواطن من الجوع والغلاء، لا تريد الحكومة أن تتركه للمواطن، فتصدر وزارة التجارة الخارجية قرارا غريبا بحظر دخوله مع رفيقيه العدس والأرز من مصر عبر التجارة الحدودية بين البلدين التى ظلت قائمة منذ الاف السنوات، ولا ندرى هل هو عقاب لمصر على عدم شراء اللحمة السودانية، أم عقاب لشعب السودان الذى سيضطر الى شراء الفول بعد هذا القرار الغريب بضعف ثمنه؟!
* والغريب أن وزارة التجارة الخارجية تزعم ان القرار يصب فى مصلحة المواطن والتاجر لأن السلع التى تستورد من الدول المجاورة لا تعود بأية فائدة على التاجر والمواطن لارتفاع أسعارها، بالاضافة الى (التقليل من ظاهرة كساد الفول والعدس والأرز بالاسواق)!!
* تقول هذا برغم أن القرار يتضمن تحذيرا شديدا لكل تاجر يخالف القرار بسحب الرخصة التجارية والسجل التجارى واتخاذ الاجراءات القانونية ضده، فإذا كان التاجر لا يستفيد من هذه التجارة، فلماذا يمارسها، ولماذا تضطر الوزارة الى اصدار هذا التحذير الشديد حتى تخيفه وترغمه على التوقف عن ممارستها؟!
* بالتأكيد ليس هذا هو السبب، وانما السبب الحقيقى حسبما قالت وزارة التجارة فى تبريرها للقرار هو (التقليل من ظاهرة كساد الفول والعدس والأرز بالأسواق)، أى بعبارة أخرى.. (محاربة الوفرة وخلق ندرة فى السلعة حتى تتحرك السلعة فى الاسواق وترتفع الأسعار ويموت المواطن)!! تخيلوا الى مدى يكون تزويق العبارات بديعا ورائعا.. (التقليل من ظاهرة الكساد).. لممارسة الخداع وتحقيق المصالح الضيقة على حساب المواطن الغلبان!!
* إذا كانت الحكومة حريصة بالفعل على التاجر والمواطن كان يمكنها أن تلجأ الى خيارات أخرى وعملية مثل تخفيض الجمارك والضرائب والرسوم على هذه السلع المرتبطة بحياة المواطن، وليس حظر استيرادها من الدول المجاورة، ولكن لأن القضية ليست مصلحة المواطن والتاجر البسيط، وانما مصلحة الذين اغدقت عليهم البنوك المليارات لاستيراد السلع من أعالى البحار، فإن الحكومة تمنع صغار التجار من استيراد الفول والعدس والأرز من مصر ليخلو السوق للقطط السمان لتحقيق المزيد من الثراء على حساب آخر ما بقى للمواطن.. الفول والعدس!!
* كلنا نذكر تلك القصة الطريفة عن الدجاجة الكادحة التى تكد فى زراعة الفول وتطلب من الأرنب مساعدتها ولكنه يرفض وعندما تحصد يأتى ليأكل معها فتقول له.. (الفول فولى زرعته وحدى وحصدته وحدى وسآكله وحدى)، وهاهى القصة تتكرر ولكن الذى يأكل ليس هو الذى يشقى ويتعب، وانما الذى يحصل على المال بالتلفون ويستورد بالتلفون ويحتكر بالتلفون ويقضى على المواطن بالتلفون.. آه يا بلد!!

drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى ،11نوفمبر 2009

تعليق واحد