الطاهر ساتي
يختلسون ثم يتعسرون ..« شئ غريب » ..!!
** نهجا بتلك القسوة تجاه الذين ينتجون ، كيف يجب أن يكون تجاه الذين لاينتجون إلا الفساد وأكل أموال الناس بالباطل ،وذلك باختلاس ما ينتجه الآخرون ..؟..أي ، ان كان المزارع المعسر يقبع في السجن إلي حين السداد ، كيف يجب أن يكون مصير الذين يختلسون المال العام ..؟.. نعم ، أعلم الاجابات التي في ذهنك صديقي القارئ .. ولكن دعها ، وتأمل معي إجابة واضحة ، أي بمثابة بيان بالعمل .. فحواها كالآتي : ..كشفت تقارير المراجع بأن بعض ضعاف النفوس بالمخزون الاستراتيجي وهيئة الطباعة والنشر ، وعددهم ستة ، وليس خمسة كما ورد في صحف الأمس ، تصرفوا في مال عام يقدر بستمائة مليون جنيه ، فاستدعتهم نيابة الأموال العامة وتحرت معهم ثم قدمتهم لمحكمة الأموال العامة كمتهمين..وفرت لهم المحكمة كل حقوق المرافعة ، فترافعوا بواسطة محاميهم ، ثم أدانتهم بعد الاعتراف وبقية الأدلة بالسجن والغرامة .. إلي هنا ، ليس في الأمر عجب وإنه ما قد وجب .. !!
** ولكن ..يا لبؤس حرف الاستدراك هذا ، حيث لا يليه غير الألم ..ذات المحكمة التي أدانتهم وحكمت عليهم بالسجن والغرامة ، أطلقت سراحهم ضحى أمس الأول قبل إكمال فترة السجن ..ليتها أطلقت سراحهم لتوريدهم لأموال الناس ، وليتها أطلقت سراحهم لداء أصابهم وجب علاجهم ، بل أطلقت سراحهم بحجة : إنهم معسرون ..تخيل – صديقي القارئ – ما يحدث لأموالك ومختلسيها ..يختلسون أموالك ويعترفون بذلك للمحكمة ، فتحكم عليهم بالسجن ، ثم تطلق سراحهم بحجة الاعسار ، أي الأموال التي اختلسوها لم تظهر في حياتهم ..هكذا كانت عدالة محكمة الأموال العامة أول البارحة .. وعليه ، هنيئا للمختلسين والمفسدين بهذا النوع من الحكم إذا تفشى ..أفسدوا واختلسوا لترهق الشرطة والنيابة ذاتها وتصرف ميزانيتها لتضبطكم وتتحرى معكم و تقدمكم للمحاكم ، فتحكم عليكم بالسجن والاسترداد والغرامة ، ولكن لا عليكم ، قدموا أوراق إعساركم وشهوده لتصبحوا أحرارا تمشون في الأسواق كما الملوك وأنتم تمدون ألسنتكم ساخرين من الناس والبلد « صاحبا المال المختلس بطرفكم » ..أوهكذا لسان الحال ..ولاحول ولاقوة إلا بالله ..!!
** وليس بعيدا عما حدث للستمائة مليون ومختلسيها ، نوضح ما يلي ..من إجمالي الأموال العامة المعتدى عليها -العام الفائت – في أجهزة الدولة الاتحادية ، لم تسترد السلطات إلا مبلغا قدره « 338.368 جنيها » ، وهو مايعادل «6%» فقط لاغير من جملة المبلغ المطلوب استرداده ..أوهكذا تحدث التقرير الأخير الذي تلاه المراجع العام لنواب البرلمان ..أكرر ، فقط « 6%» من الأموال المنهوبة هي التي رجعت لخزينة الدولة .. والبقية – كما يقول التقرير في ص 34 – في مرحلتي التحري والتقاضي ، وكذلك بعضها لايزال في أيدي رؤساء تلك الأجهزة صاحبة الأموال ..« يعنى لسة بيفكروا : نفتح البلاغات ولا نعمل شنو ..؟» ..ما يجب الانتباهة إليه جيدا هو تلك النسبة المستردة من جملة المبالغ المعتدى عليها ، نسبة هزيلة جدا ، ربما لا تغطي حتى تكاليف مراحل التحري والتقاضي من أوراق وأختام وغيرها ..ومع ذلك ، أول البارحة وجدت عذر الضعف لتلك النسبة ، إذ كيف لاتضعف ومحكمة الأموال العامة تطلق سراح المختلسين بحجة الاعسار..؟.. ليتهم كانوا زراعا ، فالاعسار لايغفر للمزارع كما يغفر للمختلس ..!!
إليكم – الصحافة الاربعاء 11/11/2009 العدد 5884
tahersati@hotmail.com
طيب ياجماعه ياخي ورونا نعمل شنو ياخي والله السودان داء خلينهو عديل كده
ناس تختلس مال وتنهب ويحترفو اتسجنو ويطلعوهم
لكن اقول ليكم حاجه السودان داء خليناهو لي ناس المؤتمر الوطني
انحنا احسن ليناء نضيع عمرنا في الغربه ولا نجي لي الضغط والسكري داء
اصلو قالو الماعندو ضهر في السودان مابعيش يعني واسطه
وانحنا ليناء الله وعيشت الغربه المرة
الأخ / أسامة تحية طيبة ولكل الإخوة ، كلامك وإحباطك بهذه الطريقة هو المطلوب علشان مافي زول يسأل عن البحصل ، السودان بلد الجميع ومن حق الجميع وليس مزرعة أو إقطاعية خاصة . وإنا لله وإنا اليه راجعون ولا حولة ولا قوة إلا بالله . :crazy: :confused: ;( :lool: 😎 😎 😎
هكذا حال الناس …في هذه البلاد .حيث يتبادل المليونيرات والمديونيرات مواقعهم ….فيختلس فيصير مليونيرا ثم يتمسكن او يعلق بشجرة كبيرة فيصحى بين ليلة وضحاها مديونيرا معسرا …(يستحق العطف).هذا ما كان من امرالمختلسين …أما الجماعة التي حملت حمل بعير من مال النوك بشروط تيسرها لهم ايد خفية من بين طيات البنوك واعمالا لثغرات كبيرة يفتحها البنك الكبير (بحجة المسكينة استثمار)فيذهب الميسربن (بشد السين وكسرها) من افنديةالبنوك مليونيراتا وينغمس الدائنون في النعيم اياما ثم يتعسرون ويتحولون الى خانة المديويونيرات ….وينضاف بعضهم الى زمرة من توجب لهم الزكاة ….فثمة سؤال بريء يفرض نفسه ….اين موقع اصحاب المال الحقيقيين ممن نسميهم بالمودعين وهل تستشيرهم البنوك فيما تفعل باموالهم ؟ام ان للبنوك مصادر لا نعلمها