فدوى موسى

عندما نكتب

[ALIGN=CENTER]عندما نكتب [/ALIGN] القارئ السوداني قارئ أديب متعمق، وعندما تجد نفسك في موقع الكتابة لقارئ بهذه المواصفات.. فإنك تحترم الإرث والثقافة وبُعد النظر لهذا القارئ، والمواضيع التي يتناولها الكاتب لا بد أن تهم حياة القارئ العامة ضمن سياجات الجماعة، وعندما يكتب الكاتب بالتأكيد لا يؤطر لكتابته لشخص واحد أو اثنين أو ثلاثة، وإنما يتناول المواضيع في إطار المجتمع والقومية والعالمية، تماشياً مع التفاصيل التي تسهم في اثراء الحياة الجماعية باختلاف ضروبها إن كانت في دنيا السياسة أو دنيا الاقتصاد أو دنيا الاجتماعيات.. وعندما يكتب الكاتب عن شخصية ما كنموذج في طبيعتها أو انحرافها أو علتها لا يعمد لحدود الشخصية كهدف لموضوعه، بقدر تقديم القوالب للتجارب الإنسانية، فمن رأى أن القالب يناسبه أو يناسب من يراه، فليتموضع فيه بكل ظنه وعندها يحق له أن يخرج شحناته تجاه الكاتب.
والكاتب يعرف أنه في موضع المسؤولية أمام الله قبل أن يكون في موضع المسؤولية أمام فرد أو فردين أو ثلاثة، فالكلمة محل القسم لله عندما تسطر، والكاتب يدرك مسؤوليته الاجتماعية فلا يعتقد البعض أن الكاتب بالسذاجة التي يتفهم بها البعض المعنى، فإن كان القارئ وليس كل القراء من النوع الذي يضمر في نفسه شيئاً تجاه من يكتب، أو يعتقد ويظن أن الكاتب يدور في حوى وسياج ما يتعلق به كفرد، عليه مراجعة تناوله لمن يكتب، وليسأل نفسه بأمانة هل منطلقه للتناول لما يكتب الكاتب هو الحرص، الفهم، إما الرغبة في الفتن والبلبلة واحقاقاً لحقد دفين في نفسه، أو اضماراً لرغبة في فشل الآخر أو استكثار موهبة الكتابة عليه.
كثيراً ما ينحرف فهم البعض للكتابة عن مقصدها تماشياً مع أجندتهم.. وحقاً لأن أمثال هؤلاء ينظرون لكل الدنيا من منظارهم الخاص وبمراياهم الخاصة، التي بها زوايا غير حقيقية وتعطي صوراً غير حقيقية تماماً، والأدهى من ذلك أنه ينقل بعضهم فهمهم الخطأ للآخرين من أجل الفتن ونوازع الشر، التي تملأ نفوسهم هداهم الله وخفف من روعهم وهدانا جميعاً.

آخر الكلام: الكلمة أمانة في عنق من يكتبها، وفي عنق من يفهمها إن أراد أن يفهمها صحيحة دون تأويل من نفسه.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

سياج – آخر لحظة الاحد 15/11/2009 العدد 1177
fadwamusa8@hotmail.com