سياسية

لام أكول: مصر تضع (كل البيض في سلة الحركة)

أَكّدَ د. لام أكول رئيس الحركة الشعبية «التغيير الديمقراطي»، أنّ مصر لن تعترف بانفصال جنوب السودان حال حدوثه بطريقة غير سلسة، فيما أشار إلى أن يوغندا ستقبل به وإن تمّ بأيّة طريقة، وتوقّع أن تتعامل دول الجوار مع الانفصال – حال اتخاذ قرار بذلك – حسب مصالحها الاستراتيجية ووفق الطريق التي يتم بها، إما بطريقة سليمة، أو أخرى مطعون في صحتها وأضاف ان ذلك سيخلق صعوبات لديها في تكوين مواقفها، وكذلك صعوبات في داخل البلاد تبعاً للوضع الذي سينجم عنه عدم الإعتراف بالنتيجة.
وقال أكول في ندوة (انفصال جنوب السودان وأثره على دول الجوار) التي نظّمها مركز دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بقاعة الشهيد الزبير أمس، إنّ مصر في ورطة وتتبع سياسة وضع البيض في سلة واحدة هي سلة الحركة الشعبية، ولا تدرك الآن مَاذا تَفعل بعد توجه الحركة للانفصال الذي لا تستطيع كبح جماحه، وأضاف أنّ هدف مصر الآن هو المياه وتخشى إذا انفصل الجنوب أن ينضم إلى دول المنبع ضدها. وزاد: إذا وقع انفصال غير سلس فإنّ مصر لن تقبل به. وقال إن أربع دول سَتَتأثّر بصورة مُباشرة من الانفصال لاعتبارات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية، وأضاف أنّ مصر أكثرها تأثراً، فيما تدعم يوغندا الانفصال منذ وقت طويل لتحقيق أهدافها الاقتصادية، بجانب مثلث اليميا وقضية جيش الرب. وأوضح أن أثيوبيا تضع اعتبارات دقيقة حول علاقتها السياسية بالسودان لتحقيق الأمن الإقليمي، بينما تدعم أريتريا وحدة السودان.
وسخر أكول من الحديث عن ترتيبات ما بعد الاستفتاء ووَصَفَها بأنّها ترتيبات ما بعد الانفصال، وأشار إلى أنها كان يجب أن تتم قَبل قَانون الاستفتاء وتضمن فيه لإلزام الدولتين القديمة والجديدة بما تم الإتفاق عليه في إطار الدولة الواحدة. وتساءل أكول عن الآلية أو المرجعية التي سيضمن فيها الإتفاق. وحذّر من عدم انتظار فترة الستة أشهر المنصوص عليها لترتيبات الدولة الجديدة إذا كانت نتيجة الاستفتاء هي الانفصال، وعبر عن تخوفه من أن يبدأ التطبيق مباشرةً بعد النتيجة، وقال: (الناس مُستعجلين)، وأضاف أنّه من الضروري لفت النظر إلى أن الوضع بالجنوب غير مُستقر وليست للأحزاب الجنوبية حرية في العمل بالجنوب. واتهم الأحزاب الشمالية بالتعامل مع ذلك الوضع بعدم اكتراث، خاصةً الحزب الحاكم وأحزاب تحالف جوبا. وأكّد اكول أنه غير متاح لغير الحركة الشعبية مُمارسة نشاط في الجنوب مما يجعل الجنوب غير مُستقرٍ ويدفع بالدولة الجديدة إلى صراع داخلي دائم، إضَافَةً للإحتكاك بالشمال حول قضايا المواطنة والجنسية وغيرها. من جانبه، قال السفير نور الدين ساتي، إنّه يمكن أن تكون دولة الجنوب الجديدة همزة وصل بين شمال السودان الجديد ودول شرق وجنوب أفريقيا، وتَعمل على تحويل الفشل السوداني لنجاح إقليمي، بمساعدة المولود الجديد على الوقوف على قديمه من خلال إجراءات مُشتركة لتثبيته وتأمينه. أو أن تستمر المماحكة ويصبح الوضع سيئاً وتتداخل مصالح ومشاعر الدول وعلى رأسها كينيا ويوغندا في حال حدوث أزمة بين دولتي الجنوب والشمال ويؤدي ذلك لوضع إقليمي مُعقّد.

الراي العام