فدوى موسى

الصديق في وقت الضيق

[ALIGN=CENTER] الصديق في وقت الضيق [/ALIGN] المشاعر المضطربة
عندما تخنقك المشاعر المضطربة… وتستعديك الأيام بتصاريفها المرة.. تبحث عنه هنا وهناك.. فقد أصبح عملة نادرة في هذا الزمان… هذا المدعو الصديق في وقت الضيق.. فقد سلبتنا الأيام الزمن لنرسو على ضفاف هذه القيمة الإنسانية المهمة.. أين أصدقاؤنا الحميمون الأصلاء.. تبعثرت به الأقدار في امتدادات من الأماكن والزمان لا تدري هل يستطيعون الحفاظ على جوهر الصداقة القديمة أم أنهم فقدوا البوصلة والإتجاه.. لنا من الأصدقاء من احتلوا الغرف العميقة في أذينات وبطينات القلب النابضة… وأين تلك الأيام الصافية التي كنا نلاقيهم ويلاقونا فيها بكل فرح وغبطة.
وكلما قست علينا أقدار الدنيا أحتجنا الى مشورتهم البصيرة وحرصهم الغالي.. حقيقة في هذه الأيام يصعب على الواحد منا أن يجد حتى الزمن ليزور أصدقاءه الذين ضمه الود اليهم في الزمن الجميل.. وكلما أحس الواحد فينا بالحاجة لجو البهجة والصفاء تذكر هؤلاء الأصدقاء الذين شغلتهم وشغلتنا الدنيا عن بعضنا البعض.. التقيت بها بعد زمن طويل من الغياب.. صديقتي التي جمعتني معها صداقة قوية جداً أيام الدراسة وتفرقت بنا السبل داخل وخارج البلاد.. وجدتها كما هي بكل حنية السودان الصافية واجتررنا الذكريات اللطيفة والمواقف المضحكة والمبكية وتنبهنا الى أن الزمن قد قال كلمته فينا.. وأننا لم نعد نتحرك بذات الإيقاع السريع في تعاملنا مع الحياة.. فقد صارت هي جدة.. تزوجت ابنتها الكبرى في عمر صغير.. ورغم أنني لم أصل هذه المرحلة بعد.. إلا أن ذلك بمثابة جرس للإنتباه لأيام العمر التي بدأت تتساقط من بين الأيدى.. ويا لروعة الصداقة.

آخر الكلام:-
عزيزي القاريء اسأل نفسك برهة عن كل أصدقائك الأجلاء الذين جمعتك بهم الأيام.. أبحث عنهم ربما أعادوا اليك القليل مما تفتقده من أحاسيس بالدفء والأمان.. والصديق عند الضيق.
سياج – آخر لحظة السبت 2111/2009 العدد 1183
fadwamusa8@hotmail.com