فدوى موسى

دراما الخروف

[ALIGN=CENTER] دراما الخروف [/ALIGN] ذلك الحيوان المألوف.. يفدينا ويفدي أبناءنا الأحباب.. الكبش الأقرن.. خروف الأضحية.. والذي يدور حوله كلام كثير هذه الأيام.. في زمن الطفولة تذوقنا على دمائه إحساسات كثيرة متأنية.. فقد كانت معظم الأسر بالأحياء تضحي، ومن لا تسعفه الظروف بذلك كانت حصيلة ما يصله من لحوم تفوق كميات لحوم الذين يذبحون.. أذكر ذلك تماماً.. كانت «هي» من عداد المساكين في المكان.. عندما نذهب إليها نحمل «كوم» من اللحوم نجدها في تلك الراكوبة تنظم «الصواني» أمامها والتي امتلأت عن أخرها بأكوام اللحم.. الكل يتذكرها في ذلك اليوم.. تقضي يومها في تقطيع هذه اللحوم وتفصلها.. فمنها «الشرموط» الذي اصطفت حباله على طول الراكوبة، ومنها العظام التي تصلح «شوربة وسلائق» ومنها.. ومنها.. وكنا نراها تعيد تكويم اللحم وترسلنا هي أيضاً إلى ناس حاجة «فلانة» لوضع اللحم في «ثلاجتهم»، فهي لا تملك الثلاجة ولو تدري حاجة «فلانة» أن أكثر اللحوم معلقة براكوبتها لكانت تصرفت كما تشاء فيما يصل ثلاجتها.. حقاً أذكر تلك الأيام وأذكر الصواني الملونة التي كنا نحمل فيها اللحم.. نوزعه ندخل من باب ونخرج من باب وربما تكررت مراسيلنا من أسر عدة.. كما كنا نحس بالتعب ولكننا سعداء بذلك اليوم.. الملة والأحياء ورائحة الشواء وعلى عبارة أهل اليوم «الباربكيو».. اليوم لم تعد للخروف هذه المساحات وحتى الان هناك إحساس ينمو بأن لحمته «مسخوتة وممحوقة» تكفي فقط الأفواه المتجمعة حول «صاج» اللحمة.. ربما كان هذا الكلام غير صحيح بحكم عقلية الطفولة التي كنا ننظر بها للأمر.. على كل حال موسمية الخروف هذه الأيام تعلي من سعره واهميته.. فنجد أصحاب الخراف يتفننون في تسعيره وفق أمزجتهم ومعاييرهم.. فتجد منهم من يقول لك «دا عشان أقرن سعره ما زي داك» والاخر يعتمد على لونه مثلاً.. «اهو موسمهم».

آخر الكلام.. دراما اسعار الخراف تعودنا عليها كل عام.. والله يديم الاعياد ويخفف على العباد والبلاد الامتحانات والابتلاءات ويجعلهم الاقدر على تجاوز الصعاب.. وكل عام وانتم بخير.
سياج – آخر لحظة الاربعاء 25/11/2009 العدد 1187
fadwamusa8@hotmail.com