فدوى موسى

لله زلفى

[ALIGN=CENTER] لله زلفى [/ALIGN] ما أروع لمام شتيت المسلمين في مؤتمرهم الجامع.. سحنات مختلفة المشارب مجتمعة الإلفة.. ونداوة الإسلام على الوجوه تطمئن النفس.. ما أبدع الواحد الذي التفوا حوله.. هناك في مدينة الرسول المنورة.. ما أعظم الإحساس بالدنو من روضته الشريفة ومهابة مرقده العتيق.. الحبيب المصطفى ونفح رياض الجنان وعظمة ما تركه من أمانة تنم عن عظمة الدين الإسلامي الخالد.. الحج فريضة مشروطة بإدراك السبيل إليها وليس كل السبيل أموالاً ولكن قد يكون تسهيلاً أو مجاهدة زائدة.. فعندما تنظر لأولئك الذين يفاخر بهم الله تعالى ملائكته وهم يلتحفون السماء ويفترشون الأرض، تدرك أن الاستطاعة مجال واسع لمجاهدة النفس.. وما خطوة تخطوها إلاّ والأمل في الله يجمل ويزيد فيها بهاءً ونورا.. دائما ما تحس بحلاوة الطواف حول الكعبة وتتداعى الدعوات تترى في سلاسة ودعة.. اللهم خيرك دنيا وأخرى ، والحسنات في الدارين.. وعلى أستارها تزاحم اللسان الأمنيات والوصايا جملة وتفصيلا.. كل من أوصانا «فلان وفلانة» بكل خير.. والآمال قد ترد إلى خاطرك.. أمنيات بعيدة كنت يوماً قد أحسست بالزهد فيها.. لا لأنها ملحة أو تيسر أمر الدنيا بل لأن العشم في الله تعالى له خصوصيته عند تلك المواقع والمشاعر.. وتدافع الجموع يجعل من المنسك والعبادة أشد حرصاً واستزادة وأكبر رجاء، حتى تأتي عليك لحظة تحس أنك ما تركت شيئاً إلاّ ودعوت من أجله أو طلبته والراحة والطمأنينة تملآن جوانحك كلها.. فتدعو في حدود ذاتك للآخرين فتمتد من جار إلى جار إلى منطقة إلى البلد إلى الدول إلى الدنيا كلها.. عرفت ولم تعرف… وحقاً تخف أحمالك من الذنوب حتى تحس بامكانية الطيران بلا جناحين.. فالعودة كما ولدتك الأم مرحلة كبيرة في حياة كل إنسان إن استطاع أن لا يفسق.

آخر الكلام: اللهم مكن جميع عبادك المؤمنين من إدراك فريضة الحج وسهل عسرتهم ..آمين يا رب العالمين وأمِّن البلاد من كل فتنة أو فساد.
سياج – آخر لحظة الاحد 06/12/2009 العدد 1194
fadwamusa8@hotmail.com