فدوى موسى

حج يا حاج

[ALIGN=CENTER] حج يا حاج [/ALIGN] أنعم الله على «عبده» بحج هذا العام.. فقام في لهفة زائدة إلى ميقات الإحرام.. ليته يخفف عن نفسه ثياب النميمة التي يتمنى أن يتوب الله عليه منها.. دلف إلى سلسلة المناسك وهو لا يستطيع أن يوقف ذاته عن النم على مستوى وحدود نفسه.. فتراه يهمس في نفسه قائلاً: «عاين الزول العاتي دا عامل زي أنبوبة الغاز.. أحسن أزح منه ما يرميني في الطواف».. «بالله شوف الفائر دا ما يوقعني في السعي..».. وهو على تلك الحالة من منسك لآخر.. ويختتمها دائماً «الله يتوب عليّ.. لكن ما مع زول.. مع روحي دي».. وعندما تقاطر وتدافع الحجاج الى عرفات هال «عبده» المشهد المهيب فطفق يحادث روحه «الشيء ما فضل زول تب.. يا ربي بورانا تاني في زول قاعد».. «شوف الناس ديل بس حب القنقليس..» ويعود مرة أخرى للاستغفار قائلاً: «يا ربي سامحني.. لكن ما مع زول.. مع روحي دي».. ولم تسلم النساء من قطيعته مع نفسه.. «المدمدمات المكمكمات ديل التقول خيم راحلة..» «شوفن كتيرات كيف.. بس التقول دقوا ليهن جرس».. ثم يتحول للنم مع نفسه حول الخدمات التي تلاحق الحجيج.. «الشيء الحجاج ديل كلهم بيشربوا ويأكلوا زول ساي بجوع ما في.. بلد والله».. «يا ربي سامحني.. لكن ما مع زول.. مع روحي دي».. وعندما لاحظ أن معظم الحجاج يضعون الكمامات مخافة التقاط النزلات أو الالتهابات همهم لنفسه «أها يا دكاترة إن شاء الله العمليات ناجحة..» .. «يا ربي ما مع زول».. بذات القدر كانت زوجته تحادث نفسها وتستغفر هي الأخرى و«برضو ما مع زول».. انتهت أيام الحج وأحس «عبده» بخوف من ما جرى مع نفسه فذهب لأحد «الشيوخ» يسأله عن القطيعة والنميمة مع الذات، لعل ذلك لا يؤثر على حجته.. والشيخ يدعوه الى أن يشغل قلبه وعقله بالاستغفار وذكر الله لعل ذلك يغلق الباب أمام الشيطان.. ولم ينسَ «عبده» وهو يشاهد بعض المشاهد للحجاج هذا العام في التلفزيون أن يقطع وينم مع نفسه.. «رجعتوا بلدكم.. شداد في عضمكم دا..».. «استغفر الله يا ربي ما مع زول.. مع روحي دي».

آخر الكلام: حج يا حاج.. واشغل نفسك بما هو أجدى وأنفع.. كان مع الناس أو مع نفسك وروحك.. ويا «عبده» مبروك الحج وأهو مرحلة في حياتك إمكن تقدر تتجاوز كل «قطايعك ونمايمك».. وربنا يسامحك مع الناس ومع روحك.
سياج – آخر لحظة الاثنين 07/12/2009 العدد 1195
fadwamusa8@hotmail.com