فدوى موسى

«الاثنين».. باقان وعرمان..!

[ALIGN=CENTER] «الاثنين».. باقان وعرمان..! [/ALIGN] ارتبط يوم الاثنين عند مواطني العاصمة بالأحداث الدامية التي صاحبت رحيل د. جون قرنق، وها هي الحركة تعزف على وتر الاثنين لتحرك مسيرة إلى البرلمان بدعوى إجازة القوانين.. ولكن وعيد «باقان» الذي بثته قناة الجزيرة ينطوي على دعوة ضمنية لإسقاط المؤتمر الوطني بتوسيع مواعين التظاهرات.. إذن المسيرة لا يراد بها بهذا الفهم إجازة القوانين.. بالمقابل فإن أراد المؤتمر الوطني تحريك مسيرة في جوبا.. فإن ذلك يعد من المستحيلات في ظل التجاسر الذي تمارسه الحركة الشعبية هناك.. وما الأحداث التي تترى من هناك إلاّ دليل على عدم تقبل الحركة الشعبية للمؤتمر الوطني في الجنوب، بمعنى عدم تقبل الديموقراطية التي تتغنى بها هنا في الشمال «وتدوس عليها» هناك في الجنوب..

ويبدو أن أحزابنا المعارضة في الشمال تتذرع بالجزء وتريد الكل وهي أيضاً بالتأكيد ليست على قلب رجل واحد.. كما أنني لا أبرئ المؤتمر الوطني من التعنت مرة والتساهل والتهاون مرة..

يحيرني أمر الحركة الشعبية التي تتدثر بقبعة «سلفا» في الشراكة وتفجُر في المعارضة بسلوك «باقان وعرمان».. إذن الحركة تمارس الازدواجية وتجرجر معها الأحزاب المعارضة والتي يبدو أن شوقها للوصول للسلطة عاجلاً أبى الانتظار حتى انبلاج أمر الانتخابات..

ومها كان الأمر فإننا مازلنا «بعيدين» عن الديموقراطية التي ننشدها بمثالية زائدة لا تتناسب وروح الأحداث الماثلة.. ولو طرحنا سؤالاً لـ«باقان وعرمان»: هل هما حكومة أم معارضة؟ لما استطاعا الإجابة.. في ذات الوقت للمؤتمر الوطني يد في انفلات الأمر لهذه الحدود.. ورغم ذلك نحن في هذا الوقت نحتاج لإحساس بأن هناك أمناً وشرطة يمكنهما منع جرجرة البلاد للشوارع والدماء.. وقيمة السيادة والأمن هي الرادعة.. وساذج من ظن أن المراد من فتنة الاثنين وليد ملتقى جوبا فلسان حال المعارضة و مكاواتها – «رامي أبعد من محله».. بذات القدر يكون المؤتمر الوطني ساذجاً إن لم يعمد للتصدي ككل الأنظمة الحاكمة في العالم أجمع، والتي تخبئ الأيدي الحديدية و«تلمس» بالأخرى.

ظللت أرابط أمام قناة الجزيرة.. وليت قنواتنا تزيح عنها الغشاوة وتتناول الأمور هذه بنوع من الوعي والفهم.. وكم أحسست بالبؤس وأنا أرى بلاداً تتخطفها «أحداث تنم عن روح أركان النقاش».. وعجبت لأمر شيخنا «الترابي» الذي جعلته قساوة أبنائه السياسيين يكشف عن أشواق مطوية ومضمنة لمسح المؤتمر الوطني اليوم قبل الغد من على البسيطة.. إذن حقاً الاثنين يوم الفتنة.. وحمانا الله من فتنة الانتخابات.. إن مضى الأمر في هذا المنحى..

آخر الكلام.. لو رأينا للحركة الشعبية ديموقراطية واضحة في الجنوب، لكان اليوم هو للزجر والتصدي للمؤتمر الوطني الوطني الذي تحميه ظروفه كحزب حاكم، حزب له أرتال من الدبابين والمجاهدين والفدائيين الذين تربوا تحت كنف الحركة الإسلامية قبل المفاصلة.. قاتل الله المصالح في دنيا السياسة التي تجعل الإخوان.. اعداءً والبلاد مفرقةً شمالاً وجنوباً..

لا حول لا قوة إلاّ بالله..

سياج – آخر لحظة الخميس 10/12/2009 العدد 1198
fadwamusa8@hotmail.com