أين الكبار..؟؟
سلامات
سلامات لكل من همَّ بهمِّ هذا الوطن المجروح بتقلب وجه أبنائه في سماء كلها ضباب، ما بين الرؤى الذاتية والرؤى العامة تحت ضبابية الخاص.. وتداخل الكل بالكل.. سلامات للذين يضعون مبدأ العمل أساس النجاح وأساس للاجتهاد.. سلامات للذين يحبون السودان من داخل ضمائرهم، ويرون أن الأمل مازال موجوداً في شيء من الوحدة التي جعلتها الأحداث ضرباً من الأحلام العصيبة، بل إن أمر الانفصال أصبح الأسهل للعامة بعد مجاهدة كبيرة للفكرة… لزمن كان (محمد أحمد) البسيط يدمن أنه «وحدوي» ويتغنى ويتراقص بذلك «كلنا إخوان».
سلامات للذين يأكلون في (الماعون) ولا يبصقون فيه بعد الانتهاء.. فالنعم بيد الله يمتحن بها من يشاء.. يهبها لزيد ويحرمها عبيد ليسطر وقعها على كل منهما.. إما شاكراً وإما جاحداً.. سلامات للذين يبثون فينا روح الأمل بعد يأس جلي من فسحة الأرض بعد ضيقها ناساً وأحداثاً… سلامات للذين يعرفون ويقدرون بعضهم بعضاً دون أن يسقطوا إحباطاتهم على الآخرين.. سلامات للثابتين على مبادئهم التي يمتحون فيها.. فينجحون دون الآخرين تحت وطأة اللا مبدأ… سلامات للذين يعرفون أشياء كثيرة ويعلمون المعادن الذهبية ويتواضعون بلا من ولا أذى… سلامات لهؤلاء الشباب وهم يعمرون الأرض صلاحاً وفلاحاً ولا يقدح في حقهم أحد.. سلامات لذوي النوايا الحسنة الذين يظهرون ما يبطنون ويعرفون أن هذه الدنيا مجرد محطة هم لها مغادرون… فلا يتشبثون بصغائر الأمور.. وسلامات يا (عبدو) عندما تكون في لحظات تجلّ وصفاء وزهد معقول.
آخر الكلام سلامات لهذا البلد الذي كل شيء فيه يحتاج للسلام… سلامات يا المهدي الإمام.. سلامات يا رجالات ونساء بلادي الذين نرجو منهم المزيد من التضحيات..
سياج – آخر لحظة الاحد 13/12/2009 العدد 1201
fadwamusa8@hotmail.com