الطاهر ساتي
ضد تيار التوجس ..البلد بخير …«2»
** والفريق سلفاكير خاطب صدى مسيرة ذاك الاثنين برسالة واضحة فحواها : البشير ما يقع ، البشير لو وقع أنا ذاتي بأ قع معاه ، أو كما قال ..ثم قال الدكتور نافع علي نافع البارحة معقبا : سنتفق مع الحركة الشعبية ، وحينها ستركب المعارضة رأسها فوق كراعها .. كلاهما يعي معاني قولهما ، ولكن القوى المتحالفة مع حركته لم تفهم تلك المعاني بعد ، ولن تفهم الا ضحى الاقتراع المرتقب ، حيث لايجدي الندم ، أي بعد أن يتجلى شكل التحالف الذي يجعل « البشير ما يقع ولا سلفاكير يقع معاه » .. انها السياسة يا سادة يا كرام ، حيث تخلو من الوفاء الدائم وكذلك تخلو من العداء الدائم ، بيد أنها تضج بالمصالح الدائمة ، ولذلك أسماها خبراؤها ب « اللعبة القذرة » ..هكذا سميت من قبل الخبراء ، وليس من قبل زعماء قوى المعارضة الذين يخدعون أنفسهم بأن مصالح الحركة الشعبية الحاكمة في « تحالفها معهم » ..هكذا يخدع الزعماء أنفسهم وقواعدهم منذ خمس سنوات ، وحال خداعهم لأنفسهم أمام ذكاء الحركة الشعبية لايختلف كثيرا عن حال المطرود من منزله أمام مؤازرة الطارد التي تكون من شاكلة : خليك في الشارع ، وخلي لي بيتك ده عشان أحميك من الشمس والحرامية ..أو هكذا تعدهم الحركة بين الحين والآخر منذ خمس سنوات ، وهم يصدقونها كل مرة ، بل يتوهمون أيضا بأنها تحميهم من لظى المؤتمر الذي يحرص عليه الفريق سلفاكير ..« لو وقع أنا ذاتي بأقع معاه » ، « سنتفق مع الحركة ، والمعارضة بتركب رأسها فوق كراعها » ..لاتسمعوهما – سلفا ونافع – ولاتصدقوهما ، فان حديثهما يبكيكم يا زعماء المعارضة ، واسمعوا فقط حديث باقان وعرمان وصدقوهما لأن حديثهما يضحككم …!!
** المهم ..مايحدث حراك سياسي على شاطئ الانتخابات التي تجاوز سجلها « 15 مليون مواطن » ..أي ، أكثر من ربع الكثافة السكانية وأقل من نصفها .. هكذا يتجلى عمق البحر رقما يصعب تجاوزه و نسبة لا يستهان بها ….وشاطئ هذا البحر لايبعد عن الشاطئ الآخر الذي يقف عليه كل صناع وشهود نيفاشا – الدولي منهم والاقليمي – الا بمقدار مائة يوم ونيف ، وليس هناك خيار للقوى السياسية – الحاكمة والمعارضة – غير العبور بمراكب برامج سياسية واضحة وطموحة ، ان وجدت ..أو بتحالفات استراتيجية وليست تحالفات : سمك ، لبن ، تمر هندي .. وبما أن السلطة ، ولا شئ غير السلطة ، هي القضية الاستراتيجية لكل قوى السودان السياسية الحاكمة والمعارضة ، فالأجدى للقادة والسادة ألا يخدعوا أنفسهم بمظان أنهم يخدعون قواعدهم ، أي يجب أن تتمايز الصفوف سريعا .. فالقوى التي حكمت وتحكم غير مخبوءة ، وكذلك القوى التي عارضت وتعارض واضحة كما الشمس ..وما بين هذه وتلك تمد فرصة المنافسة يدها لذوي البصائر السياسية وليس لذوي الأبصار الذين أبصارهم ترى كل ما يملع ذهبا ، لدرجة التحالف مع « مؤسس الحكومة والنائب الأول في الحكومة » .. سبحان الله ، انها عبقريات السياسة السودانية .. انتهى ..!!
** عفوا ، قبل النهاية ، تذكرت سؤالا يؤرق أذهان المعارضين ، أطرحه للزعماء في اطار اسمع كلام الببكيك ، فحواه : بمن ستنافس أحزابكم التي تعارض هذه الحكومة – منذ عشرين سنة – المشير البشير في انتخابات رئاسة الجمهورية ..؟؟..هل مرشحكم هو الفريق سلفاكير « الما داير البشير يقع ، عشان ما يقع معاه » …؟
إليكم – الصحافة الاثنين 14/12/2009 العدد 5917
tahersati@hotmail.com
انا اقول لك يا ساتى ان السلطة ولا شئ غير السلطة هى الحل الاستراتيجى للقوى الحاكمة لتنجو من عقاب السودانيين .. صدقنى الحكومة لن تجد ولن تسعى لغير السلطة لحماية نفسها من يوم عصيبا اسودا اذا ما فرطتت فى السلطة 0