سلفاكير يلمح للاستفتاء دون تنسيق
أبلغ سلفاكير ميارديت نائب الرئيس السوداني ورئيس حكومة جنوب السودان وفد مجلس الأمن الدولي الزائر احتمال إجراء الاستفتاء المقرر على مصير الجنوب في 9 يناير/كانون الثاني المقبل دون تنسيق مع الشمال، وفق ما نقل عنه مندوب بريطانيا. وقد اعتبر قيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم هذه التصريحات غير مقبولة.
وقال المندوب البريطاني في مجلس الأمن مارك ليال غرانت من جوبا إن سلفاكير أوضح أن هذه الخطوة محتملة إذا ما عطل حزب المؤتمر الوطني الحاكم إجراء الاستفتاء المقرر، لكنه لن يعلن الاستقلال من جانب واحد.
وطبقا للسفير البريطاني فإن سلفاكير قال لسفراء مجلس الأمن لدى اجتماعه معهم مساء أمس الأربعاء إذا حصل “تأخير كبير” سببه حزب المؤتمر الوطني فإن جنوب السودان “يحتفظ بحقه في تنظيم استفتائه الخاص” دون المرور باللجنة الوطنية للاستفتاء.
واعتبر غرانت أن رئيس حكومة الجنوب “قدم حجة قوية للغاية فيما يتعلق بالسبب الذي يجعل من الضروري إجراء الاستفتاء في موعده وكونه يشعر بأن الاستفتاء سينتهي إلى تصويت على الانفصال”.
ووصف المندوب المباحثات التي أجراها سفراء مجلس الأمن مع سلفاكير بأنها “صريحة جدا”، كما وصف جدولا زمنيا جديدا يحدد تفاصيل استعدادات الاستفتاء بأنه “طموح جدا”.
وأشار إلى أن المبعوثين الدوليين سيستغلون زيارتهم للسودان لإظهار جبهة واحدة لحث زعماء الشمال والجنوب على إجراء الاستفتاء في الموعد المقرر.
وكان قادة جنوبيون تحدثوا عن احتمال إعلان الاستقلال الذي لا يعدونه من جانب واحد، في حال تعرض استفتاء تقرير المصير لمشاكل. وحسب مؤيدي هذا السيناريو فإن استفتاء ينظمه جنوب السودان سيمنح شرعية شعبية لإعلان الانفصال.
رفض شمالي
وفي أول رد على تلك التصريحات نقلت وكالة رويترز عن القيادي في حزب المؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي قوله إن حزبه لن يقبل بنتائج استفتاء يجرى دون تنسيق مع الشمال واعتبر ما قاله سلفاكير غير مقبول.
وأضاف “لن يعترف أحد به.. هذا ضد حزب المؤتمر الوطني، كل شيء متعلق بتنفيذه يجب أن يخضع للاتفاق بين الشريكين”.
دانييل دنغ التقى أسقف كانتربري في لندن (الفرنسية)
تحذير من الحرب
في غضون ذلك حذر كبير أساقفة السودان اليوم من أن القتال قد يندلع في أي وقت بالبلاد، مشيرا إلى أن الفشل في إجراء الاستفتاء على مصير جنوب السودان سيشعل حربا أهلية من جديد.
ودعا كبير الأساقفة دانييل دنغ في مؤتمر صحفي عقد في لندن مع روان وليامز أسقف كانتربري المجتمع الدولي إلى ضمان إجراء الاستفتاء في الموعد المحدد، وأوضح أنه حتى إذا حدث هذا فإن هناك خطر حدوث أزمة إنسانية، لأن اللاجئين الجنوبيين اضطروا للنزوح من شمال البلاد.
وسيكون على مواطني جنوب السودان أن يختاروا في استفتاء لتقرير المصير البقاء ضمن سودان موحد أو الانفصال. كما سينظم استفتاء ثان بالتوازي حول مصير منطقة أبيي المتنازع عليها والواقعة على الحدود بين شمال السودان وجنوبه.
ومن المقرر أن يبدأ تسجيل الناخبين في اللوائح الانتخابية في 14 نوفمبر/تشرين الثاني ثم تنشر هذه اللوائح في 31 ديسمبر/كانون الأول.
ويقول مراقبون كثر إن هذا الجدول الزمني الضيق والتوتر السياسي بين الجنوب والشمال، يمكن أن يؤديا إلى تأجيل موعد الاستفتاء، رغم أن سلفاكير كان أعلن أن تاريخ 9 يناير/كانون الثاني “مقدس”.
وألمح الجنوبي شان ريك نائب رئيس لجنة الاستفتاء هذا الأسبوع إلى احتمال حدوث تأخير لأسبوع أو أسبوعين، “لكن متى حصل الجميع على بطاقتهم الانتخابية (بعد التسجيل في اللوائح الانتخابية) فإني لا أجد سببا للتشاؤم”.
الجزيرة نت