زهير السراج

راسهم فوق كراعهم

[ALIGN=CENTER]راسهم فوق كراعهم !! [/ALIGN] * قبل أن يتوصل المؤتمر الوطني لاتفاقه الأخير مع الحركة الشعبية حول بعض نقاط الخلاف بينهما مثل قانون الاستفتاء – وهو ما يجد منا ، أي الاتفاق، كل الترحيب والعون – كان جل هجوم قادته واجهزة اعلامه على خلفية مسيرة الاثنين 7 ديسمبر، مركزا على الحركة الشعبية فى محاولة لاستقطاب اكبر عدد من المؤيدين الشماليين ضد الحركة بحكم انتمائها الجغرافي، وهي بالطبع محاولة شريرة لاثارة الفتنة العنصرية لا بد ان يدينها كل عاقل ليس تأييدا للحركة أو معارضة للمؤتمر الوطني، وانما لأن مثل هذا النوع من الفتن إذا اشتعل لن يبقي ولن يذر، وقد حرمتها كل الاديان قبل أن يكتوي بنارها الانسان على مر العصور والأزمان !!
* وبرغم أن الحزبين الكبيرين – الأمة والاتحادي – كانا على رأس المنظمين والمشاركين في المسيرة، إلا ان المؤتمر الوطني أخرجهما من دائرة هجومه الحاد كما تخرج الشعرة من العجين، بل حظي رئيساهما بلقاء مع السيد رئيس الجمهورية قبل المسيرة بيوم واحد، واعلن رئيس حزب الامة السيد الصادق المهدى للصحفيين من داخل القصر الجمهوري عن مشاركة حزبه في المسيرة ودعمه لها، وكان من المتوقع أن يشارك فيها هو شخصيا مع قادة الاحزاب الاخرى إذا سمحت السلطات للمشاركين بالتجمهر امام المجلس الوطنى وتسليم المذكرة لرئيسه !!
* الآن وبعد ظهور بوادر الاتفاق بين المؤتمر الوطني والحركة فإن الآية انعكست، وتوقف الهجوم على الحركة أو خف كثيرا وبدأ الهجوم على أحزاب المعارضة الشمالية ومن بينها الأمة والاتحادي، وفعلها المؤتمر الوطني واضحة جدا لدرجة ان الدكتور نافع على نافع وكعادته فى اطلاق التصريحات التى تصب الزيت على النار، يتحدى المعارضة الشمالية على رؤوس الأشهاد (بأنهم إذا ارادوا الخروج في مسيرة أخرى فعليهم أن يستوردوا ناس من الخارج).. في اشارة لاتفاق المؤتمر مع الحركة، وأن المعارضة ستركب (راسهم فوق كراعهم مع الحركة في الاتفاق) .. أي انها مجرد تابع للحركة، هادفا من ذلك الى استفزازها بأكبر قدر ممكن ودق اسفين بينها وبين الحركة الشعبية !!
* متى يفهم الدكتور نافع والمؤتمر الوطني أن سياسة (فرق تسد والكبت والاستفزاز) التي ظل الحزب الحاكم يمارسها مع كل الاطراف حتى المتحالفة معه، لم ولن تنجح أبدا في تحقيق منفعة، لا للمؤتمر الوطني ولا للسودان، بدليل الحالة الخطرة التي وصلت اليها البلاد الآن بعد عشرين سنة من الحكم الشمولي الخالص حتى وان شارك فيه آخرون؟!
* وأقول بأن السودان حتما سيحترق في وقت أقرب كثيرا مما نتصور إذا ظل الدكتوروحزبه مصرين على ممارسة نفس النهج الأعوج والسياسة الخرقاء، وسيجد المؤتمر الوطني نفسه بدون شك مع المحترقين، فهل هذا هو ما يسعى اليه الدكتور نافع وحزبه؟!!

صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
15 ديسمبر ،9 200

تعليق واحد

  1. الصادق المهدي وحزبه وبقية الاحزاب ولجوا بوابة حكم السودان وجلسوا على كرسي الحكم اكثر من مرة ، ماذا فعلوا للسودان بالله عليكم .. لم ينل السودان وشعبه منهم إلا الخزي والعار والدمار .. وهم الآن يريدون بخروجهم وتظاراتهم ان يرجعوا بالسودان إلى العهد البائد .. ونقول لهم هيهات هيهات .. والشعب السودان شعب ذكي ولن يلدغ المرء من جحر مرتين .