سياسية

دكتور غازي يجدد التزام الحكومة بتحقيق السلام في دارفور ويؤكد ضرورة التوصل الى وثيقة التسوية النهائية قبل نهاية العام

اكد الدكتور غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية ، مسئول ملف دارفور ، التزام الحكومة بتحقيق السلام فى دارفور ، واصفا هذا الالتزام بانه قديم منذ عام 2003 مما يدل على جدية الحكومة وصدقيتها والتزامها بالتفاوض للوصول الى حل سلمى مضيفا ان عزم الحكومة لتحقيق هذه الغاية مؤكد وانها ستسلك كل الطرق للوصول لغاية السلام

واشار دكتور غازى في مؤتمر صحفي عقده عصر اليوم بالدوحة الى مشاركة الحكومة فى كافة منابر السلام السابقة سواء فى ابوجا او تشاد اوليبيا وغيرها فضلا عن مشاركتها فى مفاوضات منبر الدوحة على مدى العشرين شهرا الماضية وقال ان هذا يؤكد صدقها وعزمها للتوصل لتسوية سلمية لازمة الاقليم

ونوه الدكتور صلاح الدين بان استراتيجية سلام دارفور التى اعلنتها الخرطوم قبل شهور قليلة تعتمد اساسا الوسائل السلمية لحل الازمة وتتضمن محاور خمسة لتحقيق هذه الغاية تتعلق بتوفير الخدمات للمواطنين والتنمية والمصالحات والتعامل مع مجتمع النازحين والمفاوضات ورعايتها واكد ان هذه الاستراتيجية “تحظى بقبول واسع بالداخل والخارج ومن جهات اقليمية ودولية عديدة وانها قد صيغت من خلال تشاور واسع فى ولايات دارفور الثلاث ” لافتا الى ان اجتماع نيويورك الاخير حول السودان قد اعتمدها ، كما ايدتها القمة العربية الافريقية الاخيرة فى مدينة سرت الليبية وكذا االجامعة العربية والاتحاد الافريقى ولاقت تجاوبا مقدرا من الامم المتحدة

وكشف غازي عن ان الخرطوم تعتزم ايضا اعداد استراتيجية خاصة بالنازحين والامن وانها قد ناقشت مع قوات ( اليونميد ) فى الاقليم كيفية تطبيق استراتيجية جديدة للنازحين واكد ان الحكومة ترغب من وراء كل ذلك ان يكون لاتفاقيات السلام جذور تؤتى ثمارها

واوضح دكتور غازي انه التقى اليوم خلال زيارته الحالية للدوحة مع السيد احمد بن عبدالله ال محمود وزير الدولة للشئون الخارجية وجبريل باسولى الوسيط المشترك للاتحاد الافريقى والامم المتحدة وتباحث معهما حول مجريات السلام فى دارفور واصفا المرحلة الحالية من هذه المفاوضات بالمفصلية

واعلن الدكتور غازى صلاح الدين عن تأييد الخرطوم للبيان الذى اصدرته الوساطة هذا الاسبوع واوضحت فيه انها ستقوم باعداد مشروع جدول زمنى محدد لما تبقى من العملية السلمية فى دارفور بما فى ذلك “اعداد وثيقة السلام والتشاور حولها مع جميع الاطراف والتوقيع النهائى عليها قبل نهاية العام الجارى فضلا عن استكمال البنود التى لم يتم الاتفاق عليها بشكل كامل بين المتفاوضين من طرف الحكومة وحركة التحرير والعدالة ”

وشدد على ان الخرطوم تؤيد كل ذلك لأن لديها استحققات اخرى فى اشارة الى استفتاء تقرير مصير جنوب السودان فى التاسع من يناير القادم كما شدد على ضرورة ان يتم فى اجواء نزيهة وحرة

وجدد الدكتور غازى صلاح الدين التأكيد على اهمية ان يكون اتفاق السلام المرتقب فى دارفور شاملا وجامعا ومفتوحا ولا يستثنى احدا واكد ضرورة التوصل الى وثيقة التسوية النهائية قبل نهاية العام الجارى ، وقال ان “كل من لا يلتحق بالعملية السلمية وبالقيد الزمنى للمفاوضات الذى حددته الوساطة سيعزل نفسه” وطالب بتوفير ضمانات اقليمية ودولية للحفاظ على اتفاق السلام القادم وانزاله على ارض الواقع وحمايته مشيدا على صعيد متصل بحركة التحرير والعدالة لجديتها والتزامها بمسار العملية التفاوضية بالدوحة قائلا , ” ونحن نعبر عن تقديرنا لمواقفها ومواصلتها للعمل الايجابى بمخاطبة المشكلات ورغم اختلاف وجهات النظر خلال التفاوض الا ان الحركة ابدت رغبة وجدية ونحن لا نستثى احدا من اجل التوصل الى السلام ، لكن من لا يرغب فيه عليه الا يمسكه رهينة بين يديه”

واضاف قائلا ان الحكومة تنوه كذلك بجهود الوساطة “وقد لمسنا مدى حرصها وجديتها للوصول للنتائج المأمولة ” مشيرا الى ان عملية التشاور الجارية تكسب الاتفاق النهائى الثقة والمصداقية لدى مجتمع دارفور والمجتمع الدولى

وفيما يتعلق بالموقف الامريكي من عملية سلام دارفور قال دكتور غازي صلاح الدين : اننا اذا اخذنا بظاهر الموقف ، فقد ابلغنا المبعوث الامريكى للسودان سكوت جريشن ان امريكا تؤيد عملية السلام فى السودان وفى دارفور خاصة وانها تؤيد مبادرة ومنبر الدوحة واكد ردا على سؤال آخر ان السودان حريص على علاقته مع الجماهيرية الليبية وقال “ونشكر الاشقاء فى ليبيا على دعمهم للسودان فى مجالات عديدة منها موضوع المصالحة بين السودان وتشاد” وتابع “اوضحنا للاخوة فى ليبيا اننا لا نرغب فى تواجد حركة العدل والمساواة وقيادتها فى ليبيا حتى لا يتعكر صفو العلاقة بين البلدين , وقد وافقوا على رأينا لانه رأيهم , وربما هناك عقبات فنية تقف وراء عدم ابعاد الحركة ، ولا توجد اى وساطة منهم بهذا الصدد ، ونحن ننتظر ازالة هذه العقبات”

. نافيا تلقيه اى معلومات تفيد بعزم حركة العدل والمساواة زيارة الدوحة , ومؤكدا ان الخرطوم لن تمانع مشاركتهم فى المفاوضات ” لكن الموقف الذى نسمعه منهم انهم يرفضون العودة للدوحة والمشاركة فى التفاوض”

وبشأن ما يتردد من معلومات حول نية الحركة الشعبية استضافة عدد من حركات دارفور ، قال الدكتور غازى صلاح الدين ” نحن حتى الان فى شراكة مع الحركة الشعبية وأي معلومات بهذا الخصوص سنستوضح منها الحركة”

واكد دكتور غازي من جديد فى المؤتمر الصحفى ان اتفاق السلام المرتقب فى دارفور لن يكون بين الحكومة وحركة واحدة بل انه اتفاق شامل ، ومن ضمانات سريانه ان يكون له مشروعية شعبية بالداخل وان يحميه شعب دارفور بنفسه كما ستكون الاتفاقية محمية من قبل المؤسسات الدولية ، ومن الافراد والدول ، محذرا من اية محاولة لتخريبها ودعا الى بذل الجهود من كل اصدقاء واشقاء السودان وشركائه لحماية الاتفاقية المتوقع التوقيع عليها قبل نهاية العام 2010

ورأى أن أي حركة لا تستطيع اعتماد مبادرة ومنبر الدوحة ، لا يمكنها المساهمة فيه ، واذا رغبت فى المساهمة فعليها الانخراط فى التفاوض قبل القيد الزمنى الذى حددته الوساطة فلا مجال لاستخدام تكتيكات التأخير

كما رأى ان مشروعية السلام تاتى من المجتمع وليس من الحركات فالاتفاق مع الحركات ليس اتفاق سلام نهائى اذا لم يقبل به ابناء دارفور

وامتدح دكتور غازى صلاح الدين دولة قطر اميرا وحكومة وشعبا لمواقفها الداعمة للسودان وقيادتها للمبادرة العربية الافريقة الاممية لتحقيق السلام فى دارفور ونوه الدكتور صلاح الدين فى هذا الخصوص بالرعاية الشخصية التى يوليها حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة ال ثانى امير دولة قطر ومعالى الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثانى لملف دارفور للدفع بعملية السلام فى الاقليم الى الامام كما خص بالشكر ايضا السيد احمد بن عبدالله ال محمود وزير الدولة للشئون الخارجية والسيد جبريل باسولى الوسيط المشترك للاتحاد الافريقى والامم المتحدة

وتابع دكتور غازي قائلا : الدعم القطرى للسودان لم يتوقف وهو فى صور شتى ، دعم للسلام فى البلاد ودعم تنموى ودعم لسلام دارفور وللاستقرار فى الاقليم.

الدوحة 21/10/2010(سونا)