الآسيويون والتمباكة
فقد حدث بينما كنت أسير في الطريق قابلني رجل بملامح آسيوية يبتاع ساعات وأشياء صغيرة في زاوية من زوايا الشارع العام .. مررت به بعد إلقاء نظرة عابرة للرجل .. بعد أن أدركت أنه من الباعة المتجولين .. حتى الأشياء التي كان يحملها لم تكن تستهويني .
لكن الرجل وبصوت هامس دعاني إليه .. فعدت إليه كي أستطلع الأمر .. ودون أن يتفوه بكلمة ناولني نظارة يمكن أن أصفها من خلال شكلها الخارجي بأنها شمسية .. فتجاهلت النظارة لأري الأشياء الأخري فلعني لم أنتبه الى أشياء أخرى يحملها .
مد إليّ النظارة التي في يده .. وكأنه يدعوني لوضعها .. وبالفل وضعتها .. وكانت الحيرة أنني شاهدت صورتين في كل عدسة صورة .. الصورة الأولى للحرم المكي الشريف والصورة الثانية للحرم المدني الشريف .. لكن الصورتين تتداخلان بصورة بديعة وكأننا أمام مخرج سينمائي يدمج منظرين في لقطة واحدة .
النظارة في تشريحها العام مكونة من ( عدستين مركبتين بمجموع أربعة عدسات ) لكنهما للمستطلع تبدوان وكأنهما عدسة واحدة سميكة .. لكن ما يلاحظه الفرد أن بها بعض أدوات وأزرار للتحكم فيها .. وحينما رأي الرجل إنصرافي عنها .. حرك فيها مزلاقا صغيرا جدا لا تكاد تراه العين .
وبمجرد تحريكه لذاك المزلاق وجدتني أراه أمامي كما ولدته أمه .. مما يعني أنك ترى الناس في الطريق العام دونما ملابس تواري أجسادهم .. نعم تراهم متجردين من ملابسهم في مشهد مقزز يكون فيه الشارع العام مسرحا لمشهد عجيب .
نعم خلق الله المطمئنين في الطريق العام .. فجأة تراهم غير مستورين !! وكل قد خرج من بيته متأدبا .. دون أن يتخيلوا أن هناك من يخترق سترهم .. إذ لا يمكن أن يتخيلوا أنهم دون غطاء ساتر .. وإلا لما خرج شخص من بيته في ظل هذا الإنكشاف الخطير .
صحيح أن بعض النساء هنا كاسيات عاريات في ركاب الموضة والعولمة التي غزتنا .. وصحيح أن هناك سفورا وتبرجا الى أقصى الدرجات .. فما أضحت ( السرة ) عيبا ولا مثلث الصدر عيبا ولا الظهر عيبا وحدث ولا حرج فكل الذي كان مستترا قد أصبح مكشوفا …
لكن في ذات الأوان يجب أن لا ننسى أن بينهن أخوات فضليات فضلن العفة على إظهار نحورهن أو أجزاء من (( تكويرات الصدر )) وصحيح أن بعضهن وبلا وعي يجاهدن في إظهار نحورهن وما فيها وشعورهن والقرط من القاع .. في حركات هستيرية .. ولا شعورية أيضا ..
كذلك صحيح أن بين الرجال (( أناتيك )) لا يكاد الواحد منا يفرق بين البنت والولد خاصة بالحلقان ومستلزمات الفتيات مع الشعر الطويل حتى أصبحنا لا نقوى على أن نحدد نوع الشخص ولا يمكن أن نجد معيارا للتفريق بين الجنسين إلا تكهنا .
ليس هذا فحسب بل أنك ترى من خلال النظارة كل قطعة معدن .. والقطع النقدية والدبابيس المستقرة في الجيوب ولعلني أتخيل أنها ذات النظارة التي يستعملها الحراس الشخصيين لكبار الشخصيات لكن الفرق بينهما أن هذه تجسيدية وبدقة .. بينما الأخرى تحول الجسوم الى هياكل عظمية ترى من خلالها المعادن والأسلحة ..
قد يسألني سائل (( وهذا سؤال طبيعي )) هل تلصصت على الناس ؟؟
أقول والله شهيد أن الرجل وهو يلبسني النظارة كان قد أعد نفسه أمامي هدفا لكي أجرب الأمر فيه ولو رأيتم ما بين ملابسه من أشياء للتجارة ليحتار منها المرء ويمتلئ اندهاشا .. ويشهد الله أن نفسي لم تحدثني أن أغتاب شخصا في عرضه أو أن أختلس من خلالها نظرة الله سائلني عنها يوم العرض العظيم .
وأحمد الله أن هذا الأمر لم يكن في السودان ..لكن ما حدث في السودان شيء آخر يختلف حقيقة عما يحدث في كل الدنيا .. فقد أثار القرار الذي اتخذته سلطات ولاية الجزيرة والقاضي بمنع استخدام أكياس البلاستيك بالولاية لغطا كبيرا بين المواطنين الذين لم يتكيفوا بعد على تداعيات المنع والتطبيق .
لذا فقد عارض القرار الكثيرين مثلما أيده أيضا كثيرون .. لكن الغريب أن لكل شخص رؤيته الخاصة من الزاوية التي يرى من خلالها المشهد وفق درجة تضرره من القرار ..
فمن الطرائف ما هدد به عدد من مدمني ( الصعوط ) مؤكدين عزمهم على إسقاط اللواء عبد الرحمن سر الختم الوالي الحالي للجزيرة في الانتخابات المقبلة بسبب القرار الذي وصفوه بالجائر مدعين انه لم يراعي حقوق فئة ( التمباكة ) ..!!
مدعيين انه لم يراعي إجراءات تسهيل عمليات الكيف .. لكن بالمقابل نشطت تجارة الكريمات وذلك للحصول على علبة فارغة تتحول لـ ( حقه جيب ) تحل محل ( الكيس ) الذي أصبحت عقوبة حامله تصل إلى مبلغ الـ (50) جنيها حسب القيمة الجديدة .
———————
ملء السنابل تنحني بتواضع …. والفارغات رؤوسهن شوامخ
———————
كلمات متقاطعة :-
مباراة الهلال أمام إنيمبا النيجيري رغم ما فيها من أخطاء إلا أن الفوز بعد الخسارة يعتبر انبعاثا جديدا لثقافة استعادة التوازن والفوز من براثن الهزيمة .
مازال عمر النقي يخطيء بين ( الغين والقاف ) حيث جعلهما جميعا في سلة واحدة لتكون (( قافات )) .
نهنيء الأخ رضا الشيخ برئاسة البرامج الرياضية في التلفزيون .[/ALIGN]
صلاح محمد عبد الدائم ( شكوكو )
shococo@hotmail.com
الاستاذ صلاح شكوكو
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في كل يوم تكشف لنا الايام جديدا فما نكاد نغلق افواهنا من دهشة حتي تعترينا اخري تفترس امننا وتشغل فكرنا .
ولعمري ان ما ذكرت من الدواهي .
وصدق خير من قائل : في كل عام ترزلون ..) صدق الله العظيم
عودا علي بدء اقول ان السؤال المشروع ليس لماذا يصنعون هذا ولماذا يفعلون هذا بنا .. ولكننا نصوغ السؤال علي نحو يحقق الطمأنينة في مجتمعاتنا :
ماذا نفعل حيال اتون التطور الملتهب الذي يلتهم كل شئ ولا يبقي علي شئ ..انما الامم الاخلاق مابقيت .. فان هموا ذهبت اخلاقهم ذهبوا
هل يمكننا تداراك تسونامي الاستهداف الاخلاقي ؟؟
ام اننا رضينا الاذعان لخيوط مؤامرة تحاك في الهواء الطلق تحت سمعنا وابصارنا .
والاهم من هم المعنييون بسؤالنا .. حكومة .. مؤسسات .. افراد .. دعاة .. تربويون ؟؟
اللهم استرنا بسترك الخفي يالله
اللهم استرنا بسترك الخفي يالله
اللهم استرنا بسترك الخفي يالله ..