نور الدين مدني

من قطار عمره المهني والسياسي

[ALIGN=JUSTIFY]رغم ان الفضائيات زحمت أوقاتنا المزدحمة أصلاً بمشاغل الحياة التي جعلت ساعات اليوم لا تكفي لأداء أكثر من مهمة كما يضطر لذلك غالب أهل هذا الزمان الصعب من أجل تغطية حاجاتهم الأساسية وتلبية بعض متطلباتهم المعيشية.
* كما شغلتنا الفضائيات المنتشرة في سماء العالم عن متابعة بعض ما يجري في فضائياتنا إلى جانب شبكة النت التي على ثرائها المعرفي والمعلوماتي جاءت خصماً على ساعات القراءة اليومية حتى للصحف والمجلات دعك عن الكتب.
* إلا اننا ربما بحكم العادة والممارسة الطويلة للقراءة الراتبة التي هي خير معين لنا في الكتابة التي أصبحت ايضاً جزءاً أساسياً في حياتنا المهنية في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة نحرص على انتهاز كل سانحة للتزود من حصاد الصحف والمجلات والكتب.
* من ضمن الكتب التي حرصت على اكمال قراءتها في الأيام الماضية كتاب الأستاذ الكبير الإعلامي والصحفي المعروف محمد خير البدوي (قطار العمر) الذي صدر في يناير من هذا العام لأقف على تجربة هذا الإعلامي والصحفي المثير للجدل الذي لا يتورع في كشف زلاته أو زلات الآخرين في كتاباته، ومازال يمد (السوداني) بمساهماته المقدرة.
* رغم انه اختار عنواناً جانبياً لكتابة (في أدب المؤانسة والمجالسة) إلا انه سجل جانباً مهماً من تاريخه السياسي والمهني وبالتالي من تاريخ الحركة السياسية في بلادنا، عرفنا منه كيف بدأ حياته الصحفية رئيساً لتحرير جريدة الوطن، وكيف التحق بصحيفة الجزيرة التي تصدرها مصلحة الخدمات الاجتماعية بمشروع الجزيرة وتوقف بنا عند محطة عموده الصحفي (الكرباج) في صحيفة السياسة في فترة الديمقراطية الثالثة، الذي اعتبره محطة خضراء في مسيرة قطار عمره، إلى ان استقال من العمل بهيئة الإذاعة البريطانية في موقف مشهود.
* ان قطار العمر لا يمكن ان يختصر في مثل هذه المساحة رغم انه لم يسجل كل جوانب حياته العامرة بالمواقف والتنقل في دروب الحياة المهنية داخل البلاد وخارجها، ولكنه يعتبر اضاءة مهمة رغم بعض احكامه الذاتية على بعض المواقف السياسية والشخصيات العامة، اختلف الناس حولها أو اتفقوا، إلا انه قال شهادته للتاريخ عن بعض ما مضي من قطار عمرنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي بمنظاره الخاص الذي هو ذاته تراكم لخبراته الحياتية الخاصة والعامة.[/ALIGN]

كلام الناس – السوداني – العدد رقم 970 – 2008-07-26