جعفر عباس

قصيدة نزارية تايوانية


[ALIGN=CENTER]قصيدة نزارية تايوانية [/ALIGN] قارئة الفنجان – قصيدة معروفة لشاعر النسوان الراحل نزار قباني، تغنى بها عبد الحليم حافظ، (كان بعض النقاد يسمون قباني “شاعر المرأة” وهي في تقديري تسمية سخيفة، تماما مثل الأدب النسائي): قالت والخوف بعينيها تتأملُ فنجاني المقلوب/ قالت: يا ولدي.. لا تَحزَن/ فالحُب عَليكَ هوَ المكتوب/ قد ماتَ شهيداً يا ولدي/ من ماتَ فداءً للمحبوب/ فنجانك دنيا مرعبةٌ / وحياتُكَ أسفارٌ وحروب..
وقبل أيام تلقيت رسالة من القارئة نجاة (معليش يا ستي ضاع مني بقية اسمك) وتعمل في ما أذكر في الخرطوم في مجال المحاسبة والإدارة المالية، وربما لاحظ القراء أنني لست ميالا للحديث والكتابة عن الرسائل التي أتلقاها منهم، وجعلت من نجاة استثناء! لماذا لأنها مدققة حسابات، وهذه الفئة من البشر “دمها تقيل” وبالتالي فعندما تجد شخصا منتميا إليها يهتم بالمواد الطريفة فإنه جدير بالاحتفاء والتقدير.. “دمهم تقيل” فقط بمعنى أنهم مصدر نكد وجزع لمن يعملون معهم، فهم من يكتشفون الاختلاسات ويقومون بالخصم من الرواتب وضبط تجاوزات الميزانيات.. ما علينا.. تلقيت من نجاة النص الخاص بالقرن الحادي والعشرين لقارئة الفنجان وفحواه ما يلي (ومعذرة يا نزار إذا جاءت القصيدة التايوانية مكسورة أو عرجاء): نظرت والخوف بعينيها تتأمل راتبي المحسوب/ قالت لا تحزن يا ولدي فالفقر عليك هو المكتوب/ ستطير رواتبك سريعاً فالجيب عليل مثقوب / وسيقرع بابك بقال لتدفع ما هو مطلوب/ وستجلدك فواتير الجوال، فتدرك أن الموبايل “ميكروب”/ ستخونك كل المأكولات ويبقى الفول هو المحبوب / فـ “اللحمة” صارت أحلاماً وحياتك صارت بالمقلوب.
سأكتفي بهذا القدر من الشعر التايواني لأنها تذكرني بما عندي من ملابس تايوانية، ولكن القصيدة المحورة تلفت الانتباه الى أمور مستجدة زادتنا ضغثا على أبالة.. يعني جعلت حالنا يمشي من سيئ إلى أسوأ… الراتب كلما ارتفع انكمش!! صح؟ تنال ترقية او علاوة ولكن أوضاعك المالية تصبح أزفت، وفي تقديري لن يصبح حالنا عال العال، ما لم نتخلص من الهاتف الجوال، فبظهور الموبايل صار حالنا المالي “مايل”، صرنا نتهاتف ونتخاطب بلا قيود، على حساب دخلنا المحدود، وهناك الرسائل القصيرة، والجزيرة موبايل من قناة الجزيرة، فصرنا ننفق على الكلام أكثر مما ننفق على الطعام، وبالإمكان استخدام الجوال لاستقبال الإيميل، وعرض الملفات والتحميل والتنزيل.
اللهم اضرب شبكات الموبايل بفيروس، يحولها الى فتافيت كرز المكبوس، واجعل نوم من يسعى لإصلاحها كابوسا تلو كابوس، واجعل في مخدته ألف مليون دبوس، وطالما تلك الشبكات عاملة وجيوبنا خاوية خاملة، ألهمنا يا رب الصمت الجميل، حتى لا يصبح حالنا كحال أهل الفيل، فلا نتعرض للرمي بحجارة توزن بالكيلوبايت، وتأتينا الفواتير فنصيح: يا نهار مش فايت، التلفون الأرضي في متناول الأيدي، ولكنه لم يعد يجدي، فطالما الجوال موجود، فمصير التلفون الأرضي السوس والدود، ابن آدم لا يحفظ الجميل، فتلك الهواتف ظلت تخدمنا جيلا بعد جيل، وعلى مدى عشرات السنين، لم تكف عن الرنين، وها هي اليوم مصابة بالصمم والخرس، شاحبة وكأنها تعاني من التهاب الضرس.
فعلا “آخر الزمن”، ففيه غرائب ومحن، أعجبها انه صارت للكلام تسعيرة، وقد يصبح ضرورة أن يكون للسان الثرثار جبيرة.

زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com


تعليق واحد

  1. هسي يا ابو الجعافر يا اخوي القصيدة الحتة دي شن لماها علي تايوان…..بس اشرح لي…

  2. اولا انا من قبيلة الماليين والمصرفيين ( محلل مالى ) … وقد اعجبت ايما اعجاب بهذا الراتب الذى جعل واحد قبيلتى يبدع ويصل لمرحلة متقدمة من الجنون الابداعى وهو الشعر … ولم اجد فى الشعراء السودانيين من عمل بمجالنا الا المجذوب واظنه قال الشعر قبل الامتهان بالحسابات واستفاد من تنقله ( ايام زمان ) فكتب عن كمسانة فى الشرق وعن النوج عندما نقل الى جهات واو واويل

    فيا سيدى انه ليس ابداع المراجعيين وانما معاناة المرتب اولدت الابداع مش بقولوا كده يا سعادة المبدع الكبير
    واخيرا اقرا لك غصبا عنى لان مهنتنا نكديه فنحب ان نروح بكتاباتكم وكتابات المبدع جبرا

  3. عزيزي جعفر بكسر الياء

    انا مهندس اتصالات وانا اقوم بالصيانة للشبكات الاجيال كلها ان شاء الله ودعوتك ح تلف تلف ترجع ليك مثل ما قال عادل امام

    انا في السعودية في اكبر شركة وسوداني والملاحظ ان السودايين هم من يستعمل الموبايل بصورة مخيفة عكس هنا الاستعمال محدود رغم ان الدخل كبير لكن في السودان البيت كله صغير وكبير يشحت ويشحن ويرقي العيب مو في الشركات واجهزهتها ومهندسيها لكن العيب في السودانيين (قرع ونزهيين) التصحيح اللغوي مترووك لكم 😎

  4. دى الشعر ولا بلاش ونحن مالنا ومال غافية ووظن مش عرفنا انت قاصد شنو داك لمن قال للقاضى المرة مشى السوق استنكر القاضى وقال كيف تقول مشى قال ياقادى انت حسع مش عرفت انو مشى السوق

  5. انا عارفك قاصدني انا يا ابوالجعافر لانني رفضت انسبك حتى لو بقيت شاعر أنت وعرمان شاعران فاشلان !
    عادل محمد على -مقيم في تايوان -تايبي;)

  6. ياابو الجعافر على منو دى قال نسيت اسم ابوها وحات ديل بتبالغ انت خايف من

    وزلرة الداخليه ولا اقول ليك عديل كده يمكن دى نجاة غرزه ولا نجاة الانقاذ انت من

    من عيونك المنطاط ديل ومن لاقتك الامريكيه بت الللزينا ديك بقيت فاطى سطر

    ولا عامل فيها مجنون تلقاك من قالت ليك شغاله بتاعة قروش شلت الايميل بتاعا

    وقلت ليها نعمل شراكه ونشترى كراكه وانسى ام جعفر ديك كركبت خلاص هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

    وبعدين ماتقول لى مابعرف نجاة غرزه ولا الانقاذ د يل فنانات خدمة التوصيل المنزلى

    حفلتا الواحده بى مليون وزياده احسن ليك اقع مكان تقيل هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه