فدوى موسى

أمرك لا يعنيني!

[ALIGN=CENTER]أمرك لا يعنيني! [/ALIGN]

ما أفظع أن تهمس للآخر بأنه لا يعنيك في شيء وهو يفرد لك المساحات الكبيرة.. صديقتي كانت تمطرنا بمحاولاتها الشعرية التي لا تخلو من بعض الكلمات النابضة.. ولكنها في ذلك اليوم كتبت قصيدة لذلك الشخص الذي كان يحبها.. وهي لا تحس تجاهه بما يوازي ذلك من حب.. فكانت حصيلة كلماتها قصيدة عنوانها: «أمرك لا يعنيني»، وهي في الأصل أمرها يعنيه.. للحد الذي جعله يذهب بعيداً عن الدنيا وزخرفها.. ماذا دهى الناس حتى صاروا يتنكرون للحب بهذه الطريقة الفجة.. أعزائي القراء أمركم يعنيني لحد الثمالة.. فأنا أحبكم حباً جماً.. فهل أمري يعنيكم؟

حزن عليها:

ظللت ألتقيها كلما مررت على مبنى رئاسة وزارة الثروة الحيوانية.. شابة هادئة الملامح متسامحة الخصال.. «مواهب طه» من النوعية التي تحس معها بأن كل شيء سهل وطيب.. وفي فترة ما.. كنت أمر بكثرة على المكتب السري الذي تعمل به عندما كانت شقيقتي تكلفني بمتابعة بعض الإجراءات الخاصة بها بهذا المكتب.. فكنت أجد منها كل الصبر والاحتمال وطيب النفس.. كان إحساساً عميقاً بالحزن عندما علمت برحيلها المر، وما أفظع رحيل الشباب.. لك الرحمة والمغفرة ولأهلك الصبر والسلوان.. وتعزية حارة لشقيقتك المكلومة «مها».. «إنا لله وإنا إليه راجعون».

اتصلت عليك:

رن.. رن.. ظل الهاتف يتواصل في رتابة ولا مجيب.. لعل المانع خير يا ناسنا.. كل عام وأنتم بخير.. لا نريد منكم شيئاً فقط حبينا نعرف «إيه أحوالكم» فلا تكونوا بهذا الجفاء.. فالدنيا بدايات.. عام.. بدايات عمل.. بدايات ميزانيات.. ويشهد الله أن الأخيرة هي أبعد ما نرجوه منكم.. فقط كونوا على أرضيات الاحتمال والحد الأدنى من الاتصال الاجتماعي.. فنحن لا نحتاج منكم لأكثر من ذلك ولكم منا كل الحب والاحترام والتقدير.. ولا تجعلونا نتعجل اليوم الذي قالت فيه صديقتنا قصيدتتها الفجة «أمرك لا يعنيني»..

آخر الكلام:

بعض من الذاتية عامة.. وبعض من العامة ذاتية.. وتتجذر الحياة على مد وجذب الانفعالات.. فهل حقاً أصبحنا متداخلين في كل شيء؟!

آخر لحظة الأحد 3/1/2010 العدد 1222
fadwamusa8@hotmail.com