[ALIGN=CENTER] نفيسة الصنديدة!! [/ALIGN]
آمنت بأننا شعب صابر.. وصبرنا نقرأه من مآقي الممتحنين والممتحنات في هذه الأرض.. (نفيسة) تلك المدرسة الأيوبية الصابرة.. ترسم قسماتها كل معاني الاحتمال والتدبر.. قصتها فصل من الاقدار العنيدة عندما تجتمع محنها على العبد المبتلى.. برغم أنني أؤمن بأن الابتلاء له أناسه الذين يصطفيهم الله من دون الآخرين، إلا إن ابتلاء نفيسة بأبنائها الذين يفقدون العقل في زمن يصعب فيه على العاقل التداول مع الأحداث بمجرياتها وتفاصيلها الدقيقة.. تجد نفيسة نفسها تبحر عكس التيار بحمل ثقيل قوامه طاقات بشرية تضل طريق المألوف.. تسمرت في مكاني وأنا أرقب الموقف ككل ولسان الحال حضور مشاهد لبرنامج (مع الود والتقدير) على ما أذكر.. فقرات على (قناة الشروق)، تناولت قصة أسرة نفيسة، التي تقف وحيدة على أسرة قوامها أبناء فاقدي نعمة العقل والابنة الوحيدة التي تتمتع بالعقل (فائزة) سلبتها الأحداث نعمة البصر.. العبرة التي أحسستها وأنا أشاهد البرنامج، أنه مهما كان الفرد منا يحس بالهموم إلا أنه أحياناً هناك من هم أكثر منه هماً وابتلاءاً.. وكم أدهشتني هذه النفيسة التي تتحدث شلوخها عن خطوط من التوكل على الله، بأننا ما زلنا مقصرين في حمدنا وشكرنا للخالق الواهب.. فيا نفيسة دمتي قوية رغم الصعاب، والدعم الذي تقدمت به (قناة الشروق) لهذه الأسرة ينم عن فهم عميق نتمنى أن يؤتي أكله وتتوفق به في عمل يدر عليهم رزقاً مستداماً.. وكما قالت (نفيسة) عايشين بالرحمة.. وحقيقة للرحمة طعم ومذاق خاص في المجتمع، لأن حبالها تمتن بالاستمرار بعفة وعزة.. فهل تداعت كل أنواع التكافل بأكثر من ذلك سنداً لامرأة صنديدة في زمن تخلى فيه بعض القوارس عن بسالة الاستماتة في المواقف الإنسانية.
آخر الكلام:
فيا نفيسة أعانك الله على قدر عظم الإبتلاء والمحن، وفتح الله على من حولك ليكونوا سنداً لك.. ويا لك من امرأة صنديدة.
آخر لحظة الثلاثاء 5/1/2010 العدد 1224
fadwamusa8@hotmail.com