سياسية

الحكومة تجدد التزامها بإجراء الإستفتاء في موعده وقبول نتيجته

) جددت الحكومة التزامها بإجراء الإستفتاء حول تقرير مصير الجنوب في موعده وقبول نتيجته سواءاً كانت تأكيداً للوحدة أو إختياراً للإنفصال.

وقال الأستاذ/ علي أحمد كرتي وزير الخارجية في بيانه أمام الإجتماع الوزاري لمجلس الأمن حول متابعة تنفيذ إتفاقية السلام الشامل والوضع في دارفور ، قال إن الغاية التي قبلت حكومة السودان من أجلها إجراء الإستفتاء هي تسوية ما تبقى من قضايا معلقة سلمياً ، ولذلك فإن إجراءه ينبغي أن يكون خطوة لتعزيز السلام والإستقرار في السودان ومدخلاً لمستقبل مشرق وغدٍ جديد لشمال السودان وجنوبه معاً

وأضاف وزير الخارجية أن المتفق عليه في تمويل مفوضية الاستفتاء أن يكون ذلك بنسبة 40% من طرفي الإتفاقية و60% من المجتمع الدولي ، وقد أوفت حكومة السودان بما يليها من إلتزامات وفق ما هو متفق عليه ويجرى تسديد حصص التمويل عبر مراحل حسب الصرف الفعلي المحدد بواسطة المفوضية ، مبيناَ أن حكومة السودان قامت حتى اليوم بدفع مبلغ 8.5 مليون دولار أمريكي كمرحلة أولى ، وستستمر على ذات المنوال في تسديد ما يليها من إلتزامات مالية كلما قدمت المفوضية برنامجاً محدداً للصرف ، وذلك يؤكد مدى إلتزام الحكومة بتسديد حصتها كاملة وهي 20% من إجمالي ميزانية المفوضية ، وناشد المجتمع الدولي ومجتمع المانحين بصفة خاصة على الوفاء بما يليهم من إلتزامات حتى لا يتأثر برنامج عمل المفوضية

وبالنسبة لوضع منطقة أبيي ، قال اننا نتحدث عن قوميتين عرقيتين متعايشتين في تلك المنطقة عبر التاريخ ، ولا نتحدث عن نفط أو ثروات مآلها النفاد ، إنما نتحدث عن حقوق المواطنة المشروعة وغير القابلة للتصرف لأكبر مجموعتين قاطنتين في المنطقة وحقهما في تقرير مستقبل وضع المنطقة التي يقيمون فيها ،وأضاف قائلاً “هذا الأمر يستوجب ضرورة إعمال العقل وإستلهام المعالجة الحكيمة التي تكفل إستمرار الإستقرار والتعايش السلمي المتوارث بين مواطني هذه المنطقة ، ولهذا فإننا نجدد التذكير بهذه المعاني الإيجابية لإدراكنا التام بأن التوصل لتسوية موضوعية مقبولة للطرفين هو الهدف المنشود” وقال إننا نتطلع إلى أن يتبنى مجلس الأمن منهجاً شاملاً في التعامل مع مسألة أبيي

وأكد الاستاذ علي كرتي ، ضرورة أن ينظر المجتمع الدولي إلى أهمية ما تم تنفيذه على مختلف محاور إتفاقية السلام الشامل حتى الآن وأن يعين طرفي الإتفاقية من خلال العمل على تقريب وجهات النظر وتعزيز الثقة بينهما حتى يتمكنا من تجاوز الجزء المتبقي من مسيرة التنفيذ بصورة سلسة

وقال إننا ماضون في معالجة ترتيبات مابعد الإستفتاء بما في ذلك مسائل الثروة والمواطنة والأمن والإتفاقيات والصكوك القانونية الدولية ، مشيراَ الى مشاركته في الإجتماع الذي إستضافته حكومة النمسا والذي تم فيه مع وفد الحركة الشعبية بحث آفاق العلاقة بين الشمال والجنوب في مرحلة ما بعد الإستفتاء وتم التأكيد فيه على إستدامة التكامل بين الشمال والجنوب كيفما كانت نتيجة الإستفتاء

وأعلن الوزير أن تقدماً كبيراً قد أحرز مؤخراً نحو إنجاز الإتفاق الإطاري المنظم لعلاقة الشمال والجنوب والذي ظل طرفا إتفاقية السلام الشامل عاكفين عليه خلال الأسبوع المنصرم بوساطة من لجنة حكماء أفريقيا بقيادة الرئيس السابق لجنوب أفريقيا السيد ثابو أمبيكي والذي أقر ليلة أمس وقد أكد ذلك الإتفاق التاريخي على الخيارات الإستراتيجية للشمال والجنوب والتي كان أبرزها إتفاقهما بعدم العودة للحرب كما وضع ذلك الإتفاق الإطاري المعالم الأساسية لعلاقة خاصة ومتميزة بين الشمال والجنوب يسودها التفاهم والإنسجام والعمل معاً من أجل غدٍ أفضل مبيناً أن إنجاز الإتفاق الإطاري يلقي على المجتمع الدولي مسئولية كبرى لا تقل عن تلك التي تعهد الطرفان بتحملها من خلاله ذلك لأن ترجمة هذا الإتفاق إلى أرض الواقع يحتاج إلى جهد دؤوب وتشجيع مستمر وموارد مُنسابة وأهاب بمجلس الأمن أن يولي هذا الأمر أهمية ورعاية خاصة