[B][ALIGN=CENTER][SIZE=4][COLOR=darkblue]عبدو سفَّه[/COLOR][/SIZE][/ALIGN][/B]
لم يخلُ يوماً فمه من (التدلي) والتمدد للأمام.. (عبدو) مدمن (عماري) درجة أولى.. والكيف عنده أهم من الماء والشرب.. والتطوف الذي يمارسه الآن بين المستشفيات لعلاج سرطان اللثة مرده لهذا العماري الممتاز درجة أولى.. بقدر ما كان يتحدث الناس معه حول ذلك الأمر بقدر ما كان يحزن الآن وهو يرى ما وصل إليه حاله وصحته التي استعصى عليها الرجوع إلى مرحلة العافية الأولى.. حكى لهم أنه بدأ برنامجه مع العماري وهو طالب بمدارس الإبتدائي.. قد كان يافعاً.. كان يقوم بسرقة (حقة والده) ليأخذ منها القليل القليل، ويجرب الإحساس الذي كان يراقبه على والده.. أول الأمر كاد أن يسقط مغشياً عليه ولكنه أدمن السرقة غير المحسوسة.. وعندما وصل الصف السادس كان (سفافاً) يحتذى به بين تلاميذ الصف ..بل تطَّورالأمر حيث كان( عبدو) أحياناً يختلس القليل من (تمباك) معلم الرياضيات الذي لا تفارق فمه (السفَّة) عندما كان يقوم بتوصيل كراسات المجموعة لتصحيحها بعد أن يؤدي التلاميذ التمارين التي عليهم.. وكبر (عبدو) وكبرت معه العادة الرديئة في مختلف مراحله التعليمية إلى أن وصل الجامعة فقد أصبح الأمر عنده مثل الهواء الذي يستنشقه.. فصار يختلس الفرصة بعيداً عن (البنيات) وتخرج وعمل في المؤسسة التي يتهامس فيها حوله العاملون بـ(عبدو سفه).. وعندما يقع ظلم منه عليهم كانوا يلتمسون له العذر في تعامله العقيم مع العمل (هو في شغل بيطلع صاح عامله عبدو ـ أبوسفّه).. إلى أن وصلت السفَّة به إلى حالات المرض المضني الذي أنساه الدنيا كلها.. شفاه الله.. فيا عبدو أحكي وأحكي لهم عن قصتك مع هذه (السفّه) حتى تقف كالطود في مواجهة هذه العادة الرديئة المضرة التي أوردتك مهالك المرض .
*آخر الكلام:
لا أدري.. هل يرى (السفافون) أنفسهم وهم في حالة السف.. يالها من حالة اشمئزاز وقرف تصيب من يضطرون للتعامل معهم.. فهل عدلوا عنها.
سياج – آخر لحظة – 1225
fadwamusa8@hotmail.com