فدوى موسى

الخيانة

[ALIGN=CENTER]الخيانة![/ALIGN] يقولون الكثير عن الخيانة.. باب كبير من الجدل الحار.. لماذا يخون الإنسان أخاه الإنسان .. لماذا يخون الرجل المرأة ولماذا تخون المرأة الرجل؟؟.. والمعروف أن من يخون الآخر لا يعمد لمعايير ومواصفات السلوك القويم .. أمر الخيانة الزوجية الذي كان موضع جدل في قناة النيل الأزرق في أحد البرامج أثار الكثير من الشد والجذب.. فقد تباينت الآراء في أسباب خيانة المرأة للرجل خاصة عندما تجد المرأة «الفزرة» في تنصل الرجل من مسؤوليته ومن ثم تبرر لنفسها تلك الخيانة… أما أحد المستضافين يرى في «ختان المرأة» سبباً لخيانتها.. حيث تتبلد أحاسيسها في علاقتها الحميمة مع زوجها فيخرج بذلك الرجل للأخريات.. وفي قرارة نفسي استعجبت لأن للرجل فرصة الزواج لثلاث مرات فلمَ يعمد للخيانة؟؟ خاصة وأن من يمارس معهن الخيانة أسيرات لهذه العادة الضارة التي لم يتوقف المجتمع عن ممارستها.. وضحكت ملء الفيه عندما برر متحدث لخيانة الرجل بأن زوجته تتعطر بالتوم والبطل بينما هناك من يستعرض العطر والهندام.. نعم قد تكون نفس كلٍّ من الخائن أو الخائنة مفتوحة لإذلال وإهانة الذات.. فالخائن يعرف أنه بخيانته يذل نفسه ويهينها ورغم ذلك يتوغل ويمعن في ذلك.. نعم الخيانة موجودة شئنا أم أبينا.. فالنفس البشرية معقدة تعقيداً يجعل لها الكثير من الأخطاء والكبائر مباحاً، وهذا لا يعني أن هناك تبريراً للخيانة.

والخيانة عند البعض حالة نفسية بحتة لأن بعضهم يستلذ بها، فمثلاً عندما تعبث إحداهن بمشاعر عدد من الرجال والشباب كلهم يعتقد في حبها له.. فهذه خيانة واضحة ترضي غرورها وتقع في مقتل عند الجادين منهم.. إذن هناك قدر من شروع الخيانة وباب الخيانة كبير ومداخله كثيرة.. بدءاً من السماح بإهانة أحدهما للآخر خلال الهمز واللمز.. فعندما يسمح الرجل أو المرأة بتداول تفاصيل وعيوب الآخر خلف ظهره بأي شكل من أشكال الاحتقار فإن ذلك ضرب من الخيانة الكبرى.. فليس للخيانة شكل محدد كما يعتقد البعض.. فعندما يقولون إن فلاناً خائن أو فلانة خائنة يتبادر لبعضهم مباشرة أن موضع الخيانة هو (السرير أو الفراش).. فللخيانة مواضع كثيرة جداً ليس محلها غرف النوم أو الأبواب المغلقة.. فقد يخون الرجل المرأة أو المرأة الرجل في الهواء الطلق .. كلاماً .. وفكراً .. وكذلك حالات الاستصغار الضمنية التي تنطوي عليها نفوس البعض ضرب من الخيانة.. ويالها من خيانة قبيحة.

آخر الكلام:

من يخون لا يبرر ولا يحق له ذلك.. فالخيانة خيانة وحسب… وتغنوا بأجمل الأغاني «يا خائن…» والرحمة للفنان الرائع إبراهيم عوض

سياج – آخر لحظة – 1227
fadwamusa8@hotmail.com