[ALIGN=CENTER]مقاطع من ليلة السقوط [/ALIGN]
قالوا كلما هم الفرد بهموم الوطن والأمة، كلما أثر ذلك على إيقاع حياته بصورة كبيرة.. وعندما يمتلك التأثير الرجل أو المرأة للدرجة البعيدة، فإن وطنيتهم تدخل معهم حتى في تفاصيل علاقتهما الحميمة.. فكيف لشخص يحمل هم تناوش الأحداث في ذهنه أن يكون طبيعياً.. سمحت لي الظروف بمشاهدة بعض مقاطع من فيلم «ليلة سقوط بغداد».. وفي جانب من تسلسل الفيلم يظهر ذلك الرجل المهموم بقضايا العالم المحاصر وخذلان الدول العظمى للكثير من دول عالمنا مما حدا به تلغيم حتى أجواء وأمزجة أسرته.. وفي معالجة درامية يخرج حفل زواج ابنته كأنه ليلة وطنية.. ويولد في عقل زوج ابنته «مخترع الأسلحة»، أن الهجوم القادم والوشيك هو على دولتهم.. فيصاب هو الآخر بحالة الهاجس ويعيش حالة من حالات «العجز الجنسي»، فكيف له أن يكون طبيعياً وهو يتوقع أن هناك من سيهجم عليهم عند أي لحظة.. وهكذا تناولت جزئية من الفيلم جانباً من تأثير بعض الأحداث الكبيرة على الحياة الخاصة.. وعمقاً في الكوميديا.. يعرض المشهد الرجل وهو يتحدث لمجموعة من الرجال عن أن العجز الجنسي الذي يصيبهم أحياناً هو دليل عافية، لأن ذلك مقياس لوطنيتهم فيسألهم عن وطنيتهم ليجيبه الأول.. «إنه عدو» بهذا المقياس، ويقول الآخر «إنه مهاجر».. ويقول الثالث «إنه جاسوس».. ولكن يبقى القول إن تأثير الأحداث وانعكاسها على حياة الأفراد يؤثر بحدود المعقول حسب درجة احتمال وتداول الفرد معها.. فإن قابلية التأثر التي تصل حد الانغماس غير السوي مع مآلات الأحداث وتوقعاتها قد يخلق ذلك فرداً نشاذاً.. ومهما تكاثرت وتناسلت على الإنسان الأحداث الجسيمة، فإن القوة الاحتمالية تكمن في أن لهذا الإنسان قدرة على النسيان والاحتمال ورغبة في استمرارية الحياة الطبيعية.
آخر الكلام: نعم قد يكون هناك أشخاص يتشرب دمهم وعصبهم بنوع التخوف الدائم على محرابهم لدرجة أن تدخل تفاصيل حياتهم في حالة التأثير العكسي، ما بين الوطنية والحياة الخاصة جداً والتي يعتقد البعض أنهما أبعد ما يكونا عن بعضهما البعض.
سياج – آخر لحظة – 1230
fadwamusa8@hotmail.com