زهير السراج
عطاء من لا يملك.. لمن لا يستحق
* قد يكون مفهوما أن يسعى جمال الوالي وصلاح إدريس لتجنيس أرباع وأنصاف اللاعبين الأجانب للالتفاف حول القانون الذى يحدد عدد اللاعبين الأجانب فى كل فريق من أجل تحقيق أمجاد شخصية أو انتصارات لن تتحقق أبدا بدون أسس صحيحة تقوم عليها كرة القدم والرياضة في بلادنا!!
* ولكن.. كيف يسمح وزير الداخلية لنفسه بالتوصية على منح الجنسية لهؤلاء الأجانب؟ وعلى أي مبرر يستند؟، وكيف يسمح رئيس الجمهورية الذي يعطيه القانون سلطة منح الجنسية لغير السودانيين في حالات إستثنائية، بإعطاء الجنسية لكل من هب ودب من أرباع وأنصاف اللاعبين الأجانب بدون أن يتوفر من الأدلة والبراهين أنهم قدموا أو سيقدمون أى نوع من المكاسب أو الإمتيازات لفريقى الهلال والمريخ أو المنتخب السودانى، بل إن بعضهم يرفض الانضمام للمنتخب السودانى حتى لا يفقد فرصة اللعب لمنتخب بلاده أو يجازف بسمعته فى اللعب لمنتخب هزيل – كالمنتخب السودانى – برغم أن معظمهم إن لم يكن كلهم (ماعدا لاعبا واحدا أو اثنين) ليس لهم سمعة ولا يستحقون اللعب لفريق درجة رابعة دعك من منتخب وطني يمثل بلاده في المحافل الإقليمية والدولية، ورغم ذلك يجدون التصفيق والتمجيد في السودان ومنح الأموال الطائلة والجنسية السودانية بكل سهولة ويسر بدون أن يقدموا شيئا مقابل ذلك سوى الهزائم والفضائح، فكيف يشارك وزير الداخلية ورئيس الجمهورية فى هذا الأمر ويسمحان لهذا العبث أن يستمر؟!
* لقد سمح القانون بإعطاء الجنسية السودانية إستثنائيا لمن يستحق من الأجانب الذين يقدمون خدمات مميزة للسودان أو لمن تستوجب بعض الظروف الإنسانية منحهم هذا الحق، ولكنه لم ينص على منحها لكل من هب ودب من الناس أو لأرباع وأنصاف اللاعبين الأجانب، ليعبث بها صلاح إدريس وجمال الوالي ويطرقان باب وزيرالداخلية ورئيس الجمهورية في أي وقت لتقديم طلبات التجنيس والحصول على الموافقة بدون قيد أو شرط!!
* لا بد من تعديل قانون الجنسية السودانية ومنح حق منح الجنسية لرئيس الجمهورية بشرط موافقة المجلس الوطني بأغلبية ثلثي أعضائه، فالجنسية ليست ملكا لصلاح إدريس وجمال الوالى ووزير الداخلية ورئيس الجمهورية يتصرفون فيها كما يريدون، وإنما هى ملك للشعب السوداني، ومن حقه وحده أن يقرر منحها لمن يراه أهلا لذلك!!
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
12يناير 2010
احلي كلام