نور الدين مدني

(نية كان في الناس بنومو)

[ALIGN=JUSTIFY]* دارفور لم تكن في حاجة إلى قرار مدعي محكمة الجنايات الدولية, تماماً كما لم تكن في حاجة إلى التدخلات الاقليمية خاصة من بعض دول الجوار التي اسهمت في تعقيدها وتصاعدها, وانما كانت في حاجة إلى حل سوداني سوداني لم يكن يكلف الكثير قبل ان تتعقد وتتطور وتنتقل لتصبح قضية العالم أجمع.
* مع ذلك نقول ان الحل مازال في أيدينا إذا خلصت النوايا، خاصة نوايا الحكومة وعلى الأخص الحزب الغالب في الحكومة المؤتمر الوطني بعيداً عن الحشد العاطفي الذي لن يحل قضية دارفور ولن يخرجنا من المأزق السياسي القائم.
* جاءت زيارة السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير إلى ولايات دارفور خطوة سياسية مهمة، خاصة بما أحدثته من اختراقات ايجابية تجاه حل المعضلة الدارفورية عبر قرارات شملت العفو عن الأطفال الذين شاركوا في هجمة 10 مايو الماضي على أم درمان وإعلان القبول بالحوار مع كل الحركات الدارفورية الموقعة وغير الموقعة على اتفاقية أبوجا ومع كل المعنين بالشأن الدارفوري والسوداني عامة.
* نحمد أيضاً للأحزاب والتنظيمات السياسية تحركها الايجابي لدفع الحل السلمي للمعضلة الدارفورية خاصة الحركة الشعبية الشريك الرئيسي للمؤتمر الوطني في الحكومة وحزب الأمة الذي بادر بمشروع التراضي والحزب الاتحادي الديمقراطي الذي اطلق مبادرة داعمة للحراك السياسي الايجابي تجاه دارفور بدعوته لاصدار عفو رئاسي عام عن المتورطين في أحداث أم درمان وايقاف إجراءات المحاكمات الجارية واستيعاب حركة العدل والمساواة بقيادة خليل إبراهيم في العملية السلمية لحل أزمة دارفور.
* اننا إذ ندفع بهذا الحراك الايجابي من الحكومة والمعارضة للاسراع بانجاز العملية السلمية في دارفور أولاً وفي البلاد عامة نقول ان الأمر يستوجب اخلاص النية خاصة من الحزب الغالب في إنفاذ قرارات السيد رئيس الجمهورية ودفع مساعي الاتفاق القومي خاصة وان أهل دارفور وأهل السودان عامة في حاجة ماسة لتعزيز السلام واستكماله في كل ربوع البلاد مستلهمين حكمة أهلنا في دارفور القائلة (نية كان في ناس بنومو في عوداي وبغطو في خيطاي) أي ان المهم إخلاص النية تجاه الحل السلمي المتراضى عليه.[/ALIGN]

كلام الناس – السوداني – العدد رقم 972 – 2008-07-29