نور الدين مدني
تجديد الوعي بالقيم والمعاني
* وعلى الجانب الآخر هناك من يجترون القصص المرتبطة بهذه المناسبات ويكررونها أسطوانيا كالببغاوات تماماً كما كان يفعل أحد الكتاب على أيام الصحافة زمان فيأتي بمقاله الذي خطه في العام الماضي ان لم نقل في الأعوام الماضية لإعادة نشره كما هو.
* نقول هذا بمناسبة احتفاء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بمناسبة عزيزة في تاريخ الدعوة الإسلامية، عندما نتوقف عندها ينبغي ألا نجتر القصة التي حفظناها عن معجزتي الاسراء والمعراج وان نكررها على طريقة صاحبنا الكاتب الذي نحمد له اجتهاده في الاهتمام بالمناسبات الدينية، ولكننا نحاول ان نجعل من هذه المناسبات فرصة لتجديد الوعي بهذه المعجزات والمقدسات والقيم الدينية.
* بل اننا من أنصار ضرورة ربط هذه المناسبات بحياتنا اليومية وقضايانا الآنية للاستفادة من دلالات هذه القصص والمعجزات بكل ما تحمله من قيم ومعاني نحن أحوج لتدبرها والعمل على هديها في عملنا وتعاملنا ومعاملاتنا اليومية.
* نحن لا يداخلنا شك في ان رسولنا الكريم خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه قد اسرى به ليلاً بجسده وروحه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وانه عرج به دون سائر العالمين بمن فيهم سيدنا جبريل عليه السلام متجاوزا سدرة المنتهى ليرى آيات ربه الكبرى في مشاهد ذات دلالات ومعان أخلاقية نحن الأحوج للعمل بهديها.
* وإذا توقفنا فقط عند دلالات ومعاني فرض الصلاة على المسلمين في أوقات معلومة، وكيف ان رحمة الله بهم قلصتها من خمسين صلاة إلى خمس صلوات في اليوم فإنها وحدها تكفي لتعزيز قيم الرحمة وممارساتها بين المسلمين في معاملاتهم بل وفي تعاملهم مع الآخرين في وطنهم وفي العالم المحيط بهم.
* صحيح ان الصلاة هي الوسيلة والصلة بين العبد وربه ولكنها أيضاً مفتاح الهداية وباب التسليم والايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله دون تفريق بين أحد منهم في اسمى صور التعايش الديني السلمي التي جاءت في محكم التنزيل (القرآن الكريم).
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 973 – 2008-07-30 [/ALIGN]