جرائم وحوادث

انتقاماً منها لفسخ الخطوبة .. موظف ببورتسودان.. يحرق خطيبته بماء النار!!

زينب الفكي عثمان محمد صالح فتاة في التاسعة والعشرين من العمر، شايقية من منطقة (دويم ودحاج) بالولاية الشمالية جهة مروي ونوري تقيم مع اسرتها ببورتسودان.. بعد اكمالها المرحلة الثانوية مباشرة عملت موظفة بمركز صحي الميرغنية ببورتسودان.. تقدم لخطبتها شاب يعمل موظفاً بوزارة الصحة بولاية البحر الأحمر.. وبعد ثلاثة اشهر فقط من الخطبة فسخت الخطوبة لإكتشافها
انه لا يصلح زوجاً لها، وذهب كل واحد منهما لحاله.. غير ان الخطيب (المرفوض) اعتبر فسخ الخطوبة إهانة له، فأضمر لها شراً!!
ذات يوم وبعد شهر من فسخ الخطوبة وبينما كانت «زينب» تباشر عملها بمركز صحي الميرغنية، دخلت المركز امرأة محجبة تغطي وجهها بالكامل بخمار اسود، وتحمل في يدها شيئاً وطلبت من خفير المركز استدعاء زينب وبدلاً من ذلك استدعى رجل الامن الذي يعمل بالمركز وحينما توجه ناحية المرأة فرت هاربة او في الحقيقة فر هارباً حيث اتضح انه رجل، بل تأكد لها انه خطيبها السابق متخفياً خلف الخمار!!
الجريمة البشعة
وبعد حوالي (60) يوماً وفي تمام الثامنة مساء وبينما كانت زينب تجلس على مكتبها تشرف على دخول المرضى للطبيب بمركز صحي الميرغنية ببورتسودان، وقف امامها طفل صغير فقال لها اريد مقابلة الطبيب لكنني لا املك قيمة الكشف، اذ انني اعمل (بتاع ورنيش) (ماسح احذية) ولم اعمل اليوم لمرضي.

85200812217AMz

وافقت زينب بشهامة على ادخاله للطبيب مجاناً وطلبت منه الانتظار ريثما يخرج المريض الذي سبقه لكنه ظل واقفاً امامها ولاحظت انه يحمل «جك» اعتقدت ان ما بداخله ماء لكنه كان (ماء النار) ولم يساورها ادنى شك في الطفل لصغر سنه وفجأة قام بسكب السائل من داخل الجك على وجهها وعلى اجزاء من جسدها، واصيبت احدى قريباتها وماسح الاحذية نفسه في يده وفر الطفل هارباً بينما اخذت زينب تصرخ وتصرخ من الألم فتجمع حولها الاطباء والمرضى ونقلوها الى مستشفى بورتسودان فاقدة الوعي متفحمة الوجه. وبعد معاينتها اتضح انها اصيبت بحروق وتشوهات بالغة في وجهها وعنقها وصدرها ويدها ورجلها اليسرى .. مكثت زينب زهاء الشهرين بمستشفى بورتسودان بعدها حولت الى مستشفى الأمراض الجلدية بالخرطوم وقضت فيه أربعة أشهر كاملة تحت العلاج ومنه الى المستشفى الوطني حيث اجريت عملية تجميل لوجهها ثم عادت الى بورتسودان بنفس حالتها، وتابعت العلاج مع احد الجراحين ثم سافرت الى القاهرة بعد ان باع والدها واخوتها كل ما يملكون لعلاجها وعادت الى السودان دون علاج للتكلفة الباهظة لعمليات التجميل وظلت حبيسة المنزل ببورتسودان تخفي مأساتها بخمار أسود ونظارة سوداء.
مأساتي أكبر
سألتها: لماذا اخترت صحيفة (الرأي العام) تحديداً لنشر مأساتك هذه؟
ـ اجابت: سبق ان قرأت حادثة الطالبة سناء الأمين بـ(الرأي العام) وشاهدت صورها بعد حرقها بماء النار، لكن كما شاهدت مأساتي أكبر واقدم فسناء اصيبت بحروق في وجهها وشعرها اما انا فالحريق شمل معظم اجزاء جسدي تقريباً والحمد لله على ما اراد الله، وأسأل المولى عز وجل الشفاء لى ولسناء ولكل فتاة تعرضت للإعتداء من زوجها او خطيبها بسلاح ماء النار.
? ألم تفتحي بلاغاً في مواجهة خطيبك السابق وماسح الاحذية؟
بالطبع قمنا بفتح بلاغ ببورتسودان في مواجهة الاثنين حيث اتضح ان خطيبي السابق هرب عقب الحادث مباشرة الى منطقة (سلوم) ومنها الى منطقة (هيا) حيث القى القبض عليه هناك بعد اسبوع بواسطة شرطة (هيا).. اما ماسح الاحذية فقد بذلت المباحث جهوداً جبارة حتى القت القبض عليه بمدينة (ودمدني) واتضح انه طفل صغير عمره لا يتجاوز الخامسة عشرةويعمل ماسح احذية ببورتسودان وفي اقواله ذكر ان الجاني طلب منه سكب ماء النار في وجهي مقابل (150) جنيهاً بعد ان ارشده لمكان عملي.
? وبماذا تحاكما؟
حكمت محكمة بورتسودان على خطيبي السابق بالسجن (10) سنوات والغرامة (20) الف جنيه وقام الجاني بالاستئناف فخفضت عقوبة السجن الا انه لم يستطع سداد الغرامة.. اما الطفل ماسح الأحذية فحكم عليه بالسجن لسنتين بسجن الاحداث.
? وهل انتهت مأساتك بدخول الجاني – خطيبك السابق – السجن؟
ـ لا فقد تدخل الاجاويد، حيث اتصل أهله بوالدي وتوصلوا معاً لإتفاق بان يدفعوا لي مبلغ (12) الف جنيه للعلاج، تسدد بواقع (500) جنيه شهرياً.
? هل الاتفاق تم أمام المحكمة؟
ـ اجل كان أمام القاضي لكنهم لم يلتزموا بالسداد.
? هل عدت لمزاولة عملك السابق؟
ـ أجل عدت لعملي وكنت اخفي وجهي بالخمار والنظارة لكنني تخلصت منهما لانهما تزيدان احساسي بالحريق، واسلمت امري لله.
? الا تنوين مواصلة العلاج وازالة هذه التشوهات البالغة التي لحقت بوجهك وعنقك؟
كان هذا هدفي عندما عدت للعمل بعد الحادث لكنني اكتشفت ان الاجر الشهري ضئيل لا يفي بتكلفة العلاج حتى لو عملت مائة عام ولذلك اناشد اهل الخير والمروءة والاحسان بكل انحاء البلاد مساعدتي في محنتي هذه حتى اواصل علاجي واعود لحالتي الطبيعية.
المحرر
ما حدث لفتاة بورتسودان (زينب) تراجيديا انسانية مؤلمة ومبكية.. ويبدو ان حادثة الطالبة سناء الأمين شجعت الكثيرات من ضحايا ماء النار على البوح وكشف ما تعرضن له من تشويه بهذه المادة الكيمائية الحارقة التي اصبح يستخدمها بعض ضعاف الرجال انتقاماً من الفتيات لأسباب واهية، دون الانتباه لعواقب هذا الجرم، صحياً ونفسياً.. ماء النار تحول في الآونة الاخير لسلاح خطير يشهره بعض الرجال في وجوه الفتيات والنساء وكثرة مثل هذه الحوادث تحتاج لتشريع عاجل يضع ضوابط صارمة للتعامل مع هذه المادة الحارقة التي تحولت الى (بعبع مخيف) للنساء والفتيات، ومصدر تهديد لهن.. ونناشد مع الضحية (زينب) اهل الخير مساعدتها بتوفير قيمة العلاج حتى تجتاز هذه المحنة المؤلمة والمبكية.

صحيفة الرأي العام

‫6 تعليقات

  1. ماذا تعني 10 سنوات سجن و20000 غرامة أمام جريمة في حق المجتمع كله مثل هذه؟ هذا إفساد في الأرض وعقوبة القتل فيه لا تكفي. لأن هذا الفعل الشنيع لو قتل هذه المسكينة وأراحها لكان خيراً لها، ولكنه الآن يقتلها آلاف المرات.. كلما ترى نفسها وكلما يراها الناس. لو كانت جريمة مثل هذه في عمر رضي الله عنه لسن لها عقاباً رادعاًاستناداً إلى الكتاب والسنة لا تكرر بعده.

  2. اعتقد ان سهولة الحصول على مثل هذه المادة الخطرة من الاسباب التي ادت الى انتشار استخدامها كاداة للانتقام لذا ارجو من القائمين على الامر تقنين بيعها 😡

  3. العين بالعين و السن بالسن و البادي اظلم ……
    فعلا يعني شنو 10سنوات و 20 مليون … دا علي الاقل كان يا خد تابيدة

  4. السلام عليكم
    10 سنوات لاتكفى /15 سنة معقولة بما انها بسيطة ولاكن لابأس
    والتشديد لبائعى هذه المواد ان يكون البيع بأذن مكتوب من الشرطة /هذا للمواطنين اما مستخدمى هذه المواد فى العمل ان يكون لديهم تسريخ دائم من الجهات الامنيه والبائع يقوم بتسجيلهم فى دفتر دائم لديه عند الشراء منه لكى يحمى نفسه ويحمى المواطنين الابرياء والتسريح الذى يحضره المواطن يحتفظ به البائع وتكون الصور الاصليه

  5. دا مفروض يحرقوه بنفس ماء النار عشان يعرف مقدار الالم الذي سببه لهذه الفتاة..قاتله الله انى يؤفك هذا الجبان عدو البشرية:mad:

  6. هذا ليس عدلا في الحكم المفروض هذا الجاني وهذا الفاسق وهذا المجرم مصيره القتل

    أو الحرق بالنار وليس بماء النار ليكون عبره لغيره والمفروض من وزارة الداخليه تصدر تعميم لمحل بيع

    هذه المواد الكماويه الحارقه ولاتباع الابتصريح من وزارة الداخليه حتي لاتكون عرضه

    لآستعمالها سلاح ضد النساء واتمني من القاضي مراجعة هذا الحكم وهذا الحكم ليس كافي

    علي هذا الجاني