[ALIGN=CENTER]غَنُّوا غُناكم ساكت[/ALIGN]
وردي بالإضافة إلى تربّعه على عرش إمبراطورية الغناء السوداني؛ لديه ولعٌ بالسياسة فبقدر ما أنه يلحّن، ويغنّي، فيُطرب، ويُشجي؛ فهو يصرّح للصحف تصريحات سياسية؛ توضح الجهة التي(يشوت) نحوها. ووردي معروف بانتمائه اليساري، وقد دفع ثمن هذا الانتماء سجناً في زمن نميري. ولجأ في زمن الإنقاذ؛ نعم الإنقاذ لم تُدخِله السجن؛ ولكنه فرّ بجلده منها تاسيساً على موقفه السياسي؛ ثم عاد. وعندما غنى في حضرة وزراء إنقاذيين(رحلْتَ وجيت في بُعْدك لقيت كُل الأرِضْ منْفَى)؛ وطربوا له. قال:- قولته المشهورة-(لو كنت عارف إنه الجماعة ديل بِحبُّو الغُنا كدا كنت جيت من زمااااان) ، ثم كرّمته الإنقاذ علّق رئيسها البشير فقال: (إنه عطاء من يملك لمن يستحق) مناسبة هذه الرمية التصريحات التي نُسبت لوردي وفي أكثر من صحيفة؛ من أنه سيصوت لياسر عرمان في انتخابات رئاسة الجمهورية. وفي المقابل صرّح محمود عبد العزيز أنه قد فسخ عضويته من الحركة الشعبية؛ هذا يعني أنه لن يصوّت لعرمان. وهناك المغني الشاب جمال فرفور الذي أعلن التزامه مع الموتمر الوطني- حسب- صحيفة فنون الراقية. بالطبع من حق أي فنان أن يصوت للشخص، والجهة التي تعجبه؛ لا بل من واجب الفنان؛ كمواطن أن يشارك في العملية الانتخابية؛ فالمشاركة في الانتخابات فرض عين على كل مواطن، ومواطنة؛ فهذا حق دستوري، وواجب وطني. لكن السؤال هل بالضرورة أن يعلن الفنان الجهة، أو الشخص الذي سيصوت له؟ للاجابة عن هذا السؤال لابد من تثبيت بعض الحقائق؛ وهي من البديهيّات: أولها: إن عملية التصويت عملية سرية؛ أي وراء ستارة. وهذا أمر عالمي. ومن المؤكد أن سرية عملية الاقتراع وراءها حكمة. ثانياً: أي فنان كبير، ومشهور؛ لابد من أن يكون له معجبون من أحزاب سياسية مختلفة. ثالثاً: عندما يعلن أي شخص عن الجهة، أو الشخص الذي سيصوت له؛ فإنه يقوم بعملية دعاية لتلك الجهة، أو ذاك الشخص. إذن ياجماعة الخير؛ إن الفنان عندما يقوم بالدعاية الانتخابية؛ يكون قد تحوّل إلى سياسي مباشر. وترك الريشة، والكمان. وهذا خصم على مشروعه الفني- ليس هذا فحسب- فالسياسيون في هذا البلد أكثر من الهم في القلب؛ ولكن كم عدد الفنانين؟ إن مهمة الفنان إسعاد القلوب المرهفة، و (المرهقة) ، وليس زيادة همها!. في تقديري إن ماقلناه عن الفنانين؛ ينطبق على الكافة من مزارعين، ورعاة، ومحامين، وصحفيين، وأطباء و… و…فالأوفق أن يحصر كل واحد من هؤلاء جهده في منشطه الذي(ياكل منه عيش) ويجوّده لمصلحة البلاد والعباد، وليترك النشاط السياسي للسياسيين المتفرغين؛ والذين لايزيد عددهم في أي مجتمع عن الخمسة في المائة، أوعشرة على أقصى تقدير. إن السياسة مثل كرة القدم يلعب داخل الميدان 22 لاعب، ويتفرج عليها ملايين الملايين؛ فالمشاركة في الانتخابات كما قلنا فرض عين، وواجب وطني. ولكن الدعاية الانتخابية، والتعبئة؛ لا بل التوعية (إذا وجدت)تقوم بها الكوادر المتفرّغة تفرّغاً جزئياً للانتخابات، أو تفرّغاً كلياً للسياسة. وهؤلاء الأخيرون يعدّهم بعضهم (متبطّلين ليس إلاّ). عودة إلى الفنانين فهؤلاء مخلوقات نادرة حباها الله بموهبة لاتتوافر للكثيرين؛ فإن كرّسُوا وقتهم لموهبتهم؛ لتعاظَمَ عطاؤهم، ومن حقهم اتخاذ المواقف السياسية التي يرون، ويعبروا عنها لكن شريطة أن يكون تعبيرهم فنياً، وليس خطبا منبرية، أو طق حنك؛ فما أجمل أن يكون الفن من أجل الحياة. فالفنان الذي يخدم انتماءه فنياً يكون قد قدم خدمةً كبيرةً للجهة التي ينتمي إليها؛ لأن الفن يخاطب الوجدان، ويغيّر الدنيا.
صحيفة التيار – حاطب ليل – 29 /1/2010
aalbony@yahoo.com
دعني أخالفك بعض الشئ د. البوني مع أنه شرف لي هذا الاختلاف وطنين بعوضة بالنسبة لك لا يضرك شيئا !!
قد يكون الكلام في ظاهره منطقيا لكن اصحاب المهن والمواهب هم الذين كان من المفروض ان يقودوا هذا الشعب ويتصدوا لقضاياه لا ان يتركوا العسكريين وحدهم ومعهم مجموعة حزبية واحدة لتدخل السودان في هذا النفق الضيق ..
هل من العقل ان يترك امر تقرير مصير السودان لمجموعة من العسكريين الحزبيين -لان كل العسكريين المتجردين الذين كان من الممكن ان يكون لهم راي مخالف قد تمت تصفيتهم خارج المنظومة العسكرية أضف اليهم جزء من تنظيم الاسلاميين ليقرروا في مسألة مثل مسألة انفصال الجنوب ..
كانت لنقابات الاطباء والمحامين ومعظم النقابات قد قالت كلمتها في نظام نميري فتم اسقاطه اما الان فالاطباء قد انشغلو او شغلوا بتشييد المستوصفات الفاخرة ليزيدوا الدولة طبقية على طبقية اما المحامون فيكفي ان نقيبهم كان لمدة اكثر من عشرة سنوات شخص واحد فهلا تركنا الفانني عسى ولعلهم يحدثوا تغييرا على واقعنا الاليم ..
لك ودي وسلامي
دكتور البونى تقبل تحياتى (والله مشتاقين ) لكن بينى بينك الشعب السودانى كله اصبح فنانين ومداحين