[ALIGN=CENTER]عكر الأيام البائسة [/ALIGN]
التزمت الصمت وأنا أراك تذبح آمالي على مدخل أبواب الرحمة.. غفرت لك «القتلة المرة» ولم تهتز دواخلي بعد ذلك إلا عندما رأيتك مهزوماً وتعيساً.. لم أكن شامتة ولكني كنت شفوقة عليك من أن تداهمك الأوجاع التي لا قبل لك بها.. تعال الآن لتصفي عكر الأيام البائسة التي أتتك طائعة فجعلتها تجفل بعيداً.. أعذرك فالإنسان كلما امتلأ قوة عبثت به قواها وأخرجته من خطوط المألوف… لا عليك فكلهم يغترون ويزدادون طغياناً عندما تؤاتيهم أيامهم ويحسون أنهم في مركز الكون ومنتصف العلياء.. أمازلت تتعالى عليّ بعنجهيتك المعروفة.. أم إنك قابل للتغيير.. أنا لا أقول إنني انتظرك ريثما تأتي مضطراً تجرر أذيال اليأس والخنوع إلا من العبور إليّ.. لا.. لا.. لم يكن ذلك مرادي وأملي .. بل حتى لم تكن جسوري مشيدة من أجل الخانعين التائبين من آمالهم العريضة والبعيدة عني.. نعم أنا لا أستجدي عطفك ولا أستدر لبن الود قسراً منك.. ولكني على سذاجتي البريئة آمل أن تولي الأمر قليلاً من «الحنية» المتولدة في ظل الظروف المستجدة.. ولكني عبثاً حاولت أن أجتر مداخلي لهذه «الحنية» التي بدت كأنها زائفة ومؤقتة.. لا عليك فأنت تريد ما بيدي بعد أن أضعت ما بيدك مع الآخرين دوني.. وحتى هذا الذي بيدي أراه قليلاً عليك ولا يسوى (شرو نقير).. أبعد كل ذلك تراني كم رأيتني قبل مرة خلت.
لست معك
.. رجولتي.. وكبريائي يمنعاني من أن آتي إليك مزفوفاً بنغم الاضطرار والإنهزام.. لا أملك لك مكاناً في قلبي فقد عبثت بأذيناته وبطيناته أخرى بعد أن أنهكته وجردته من نبضه الدافق.. وأنا إن جئتك اليوم.. فاعلمي أنني غير ذاك الذي هويتيه وأحببتيه.. فقد هزمتني الأيام فيها ومازالت وشائج الود مردودة مني إليها رغم جراحها وتقتيلها وأسرها لحنايا جنود قلبي.. وتجاهلها لأشلاء روحي المتبعثرة.. أنا لا أقول إنك دونها أو دون آمالي ولكني مدفوعاً إليها بنبض دواخلي وإيقاعات شوقي إليها دون الآخرين .. نعم إنني مهزوم وبائس.. ولكني أبقي على قليل من قلب يناضل من أجل أن تستمر ضخات الدماء ولو على إيقاع البقاء الميت.. لا أكذب عليك.. إنني لا استطيع أن أبادلك الحب بالحب والعاطفة بالعاطفة.. ولا أنكر أنني أسئت الاختيار وضللت الطريق إليها.. ولكني في ذات التوقيت فقدت دلائل العودة وتقاطع الرجوع إلى طريقك المدود.. فاعذريني أنني لا أقبل أن آتيك مهزوزاً ومتجرداً من القوة التي امتلأت بها يوماً .. عذراً إنني لست معك.. ولا أريد أن آتيك على ما بيدك.
آخر الكلام:
هي تقول .. وهو يقول .. وتبقى الأقدار وحدها هي التي تجمع وتفرق.. بحر الدنيا العريض الذي تتجاسر أمواجه (حيناً وحين).
سياج – آخر لحظة – 1256
fadwamusa8@hotmail.com