تأملات و .. تساؤلات أيضا
** ومن اللطائف التي يحكونها عن المناضل الافريقي نلسون مانديلا ، انه عقب خروجه من عالم السجون بعد ربع قرن ونيف ، سألوه عما أدهشه في العالم الحر ، فرد سريعا : جهاز الفاكس .. أي ، الفاكس لم يكن مخترعا عند اعتقاله ، فخرج من المعتقل وتفاجأ به .. وهي حقا مفاجأة في مقام كهذا ، بحيث مانديلا لم يكن متوقعا بأن عبقرية ما ستصنع جهازا يستلم نصا مكتوبا في طرف الدنيا ثم يرسله بكل تفاصيله ، في لمحة بصر ، إلي مستقبل في الطرف الآخر من الدنيا .. نلسون تفاجأ بهذه العبقرية ..!!
** تلك حكاية مانديلا مع الفاكس ، سودنتها عقول سودانية عقب مفاصلة الرابع من رمضان التي حدثت للحركة الإسلامية ، حيث يقال إن بعضهم سأل الدكتور حسن الترابي عقب خروجه من معتقل ما بعد المفاصلة ، عما أدهشه في عالم الإنقاذ ، فرد سريعا : نافع بقى سياسي .. أو هكذا يقال ، على ذمة حسين خوجلي ، عادل الباز ، النور أحمد النور ، وأساتذة آخرون .. رصيتهم كدة مخصوص ، عملا بالمثل السوداني : « موت الجماعة عرس » ..والمعنى هو أن الدكتور نافع ظل يشغل مهاما تنفيذية ، بجهاز أمن الدولة وغيره ، منذ بداية الإنقاذ وحتى يوم المفاصلة ، ولذا تحوله إلي قيادة العمل السياسي – عبر دفة الحزب – كان بمثابة مفاجأة للدكتور الترابي .. أي ، لم يكن يتوقع بأن عبقرية ما ستأتي بمن كان الأول في قيادة جهاز أمن البلد إلي حيث الأوائل في قيادة حزب سياسي .. الترابي تفاجأ بهذه العبقرية ، كما تفاجأة مانديلا بعبقرية مخترع الفاكس ..!!
** وليس بعيدا عن هذا وذاك ، لو سأل أحدهم مانديلا والترابي عما يدهشهما في عالم اليوم ، ربما اتفقا بلاتحفظ أو تردد على رد سريع من شاكلة : صلاح قوش بقى سياسي .. أو هذا ما يدهشني منذ إعلان الدوائر الانتخابية وأسماء مرشحيها .. وكذلك يدهش آخرين ، سأذكرهم – إذا استدعى الأمر – من باب سجن الجماعة عرس .. ما بالسجن ليكم براي يا محمد لطيف ، الحبس الانفرادي ده تلقوه عند الغافل ، علما بأن دول الغرب وأممها المتحدة – ضد دول العالم الثالث – لم تعد تصدق قصص السجون التى يكتبها ساسة السودان وصحفيوه في طلبات اللجوء السياسي ، إلا يكون بسبب البناطلين وكدة .. المهم ، هذا التحول المفاجئ والسريع الذي طرأ في مسيرة الفريق صلاح عبد الله من المدهشات ، خاصة ان الرجل حديث عهد بالعمل السياسي – الحزبي – المباشر ، وكان إلي وقت قريب جدا قائدا لدفة العمل الأمني المباشر بجهاز أمن البلد .. لهذا يبدو الأمر مدهشا ، كما تحول نافع ، وكذلك كما الفاكس عند نلسون ..!!
** وما يدهشني ليس ترشح مستشار رئيس الجمهورية للأمن القومي في إحدي الدائر الانتخابية فحسب ، بل حتى الطريقة التي يدير بها حملته الانتخابية تعد بمثابة دهشة قائمة بذاتها .. حيث تدشين الحملة بدأ في قاعة الصداقة بحشد جمعته إعلانات هيئة مسماة بالهيئة القومية لدعم ترشيح الفريق صلاح عبد الله مرشح المؤتمر الوطني بالدائرة « 5 ، مروي » .. ثم تواصلت حملات تلك « الهيئة القومية » ، حتى ضحى الاثنين الفائت ، حيث نظمت حشدا آخر بالدائرة المستهدفة ، صديقنا البطري قال في خبر البارحة بهذه الصحيفة بأن الحشد الناخب هناك قدم تهاني الفوز للمرشح الفريق صلاح « مقدما » .. بمعنى ان الفريق صلاح « فاز وانتهى خلاص » .. وهو قول لايتجاوز حد التعبئة السياسية المراد بها إضعاف معنويات الخصم السياسي ، وقادمات الأيام ستضج بمثل هذه الخطب والخطابات والأخبار المشروعة من مختلف ألوان الطيف السياسي .. وعليه ، فليتنافسوا بحرية ونزاهة ، ليختار الناخب من يراه مناسبا ، صلاحا كان أو أحد منافسيه ، هذا ليس مهما ، سنهنئ الفائز بالدائرة ، لنقول للخاسر : لا تكتئب ، اتخذ خسارتك بداية للفوز القادم ، أو هكذا الديمقراطية الراشدة ، أي « لايحزن الخاسر ولا يغتر الفائز » .. فالمهم ، هل المنافسة في دائرة انتخابية بطرف البلد تستدعي تشكيل « هيئة قومية » ..؟ .. وإن كان كذلك ، كيف فات هذا الأمر المهم على بقية مرشحي القوى السياسية ، بمن فيهم مرشحو المؤتمر الوطني ..؟..فالذي نعرفه ، منذ ميلاد الانتخابات في السودان ، هو أن الحملات الانتخابية تدار باللجان قاعدية ، وليست بالهيئات القومية .. لا علينا .. ربما اختلف الأمر و لم نعد من المواكبين ، أو كما قالت جدتي ، رحمة الله عليها : « تعيش كتير ، تشوف كتير » ….!!
اليكم ..الصحافة-العدد 5949
tahersati@hotmail.com
كلام عقل والله يا اخ الطاهر كدي الننشوف اخرتها شنو الطاحونة المدورة دي ؟؟ ما خلاص بدت تلف وتدور وياما حتتدور بينا البلد دا حارقة كل الجازولين والبنزبن والفيرنست والغاز وكلو مما جميعو ..
بس انت كنت وين اليومين الفاتت دي خليت قسم الاعمدة فاضي ؟؟
ليك وحشة والله ..
مودتي وتقديري