زهير السراج

أوكامبو .. والجردل

[ALIGN=CENTER]أوكامبو .. والجردل[/ALIGN] عندما يقع المحظور لا ينفع العتاب بل تجب المواجهة)، أعجبتني هذه الحكمة التي اختتم بها الكاتب الكبير مرسى عطا الله عموده اليومى أمس بصحيفة (الأهرام) المصرية فقررت ان ابدأ بها الحلقة الخامسة من حديثي عن المحكمة الجنائية الدولية والورطة التي أدخلتنا فيها أو بالأحرى التي أدخلنا أنفسنا فيها بعدم التعامل الجاد مع الجرائم التي ارتكبت في دارفور حتى اضطر العالم إلى التدخل واحالتها إلى المحكمة بالقرار رقم (1593) الذى اصدره مجلس الامن في مارس عام 2005، وقد قبل السودان القرار ثم عاد ورفض التعامل مع المحكمة الدولية عندما وجهت الاتهامات إلى بعض كبار المسؤولين في الدولة ومن بينهم الرئيس البشير، وها نحن نحصد ما زرعناه بأيدينا وندخل في ورطة كبيرة لا نعرف كيف نخرج منها!!
* وصلت أمس إلى رسم صورة للموقف رآها البعض معتمة جداً أو زاهية جداً، بينما سخر منها البعض سواء الذين يتمنون أن يروا البشير وزملاءه ماثلين امام المحكمة او الذين يمدون ألسنتهم ساخرين منها ومن مدعيها العام وقضاتها وقراراتها، وهو ما يؤكد انعدام الرؤية الصحيحة للأزمة وللتداعيات الخطيرة التي تنتظرنا إذا لم نجد لها حلاً، كما يؤكد ان ما يعتبره البعض حلولا ما هي إلا مجرد امنيات لا تمت للواقع بصلة، بل إن أغلبنا ومنهم رجال دولة وحكام وسياسيون كبار لا يعيرونها ادنى إهتمام ويتعاملون معها باستخفاف شديد أو من منطلقات شخصية مثلما يفعل الدكتور الترابي الذي ما فتئ يطالب البشير بتسليم نفسه للمحكمة وكأننا نعيش في عالم مثال أو خيالي، بينما لم يجهد نفسه بأي قدر حتى ليتدبر كيف يمكن أن تتحقق امنيته المستحيلة من أجل الانتقام لكرامته الجريحة، دعك من التفكير الجاد والموضوعي في كيفية اخراج الوطن الذي ينتمي اليه ويعيش فيه من هذه الأزمة الخطيرة، بينما الوطن يسير نحو الهاوية بخطوات حثيثة!!
* صحيح أن إجراءات المحكمة تسير ببطء ــ مثل كل شيء آخر في الغرب حيث يحتاج المرء إلى شهور طويلة لمقابلة الطبيب الاختصاصي، وإلى سنوات لإجراء عملية جراحية، وبالمثل إجراءات المحاكم وأعمال الدولة الروتينية، ولكن لا بد أن يصل كل عمل إلى نهايته وبالنظام الموضوع سلفا الذي لا يمكن لأحد أو جهة أن تخرقه إلا بقانون تستغرق إجازته وقتا طويلا ــ ولكن هل يعني ذلك أن ننتظر الحل ليسقط علينا من السماء، أو حتى تقع الفأس في الرأس لنتحرك إن لم تقتلنا الضربة وتقض علينا، كما اعتدنا ان نفعل، أو كما أسماه أحد المفكرين العرب بسياسة (الجردل) الذي نضعه تحت الماسورة التالفة ولا نسعى لاصلاحها إلا بعد أن تغرقنا؟!
* غدا بإذن الله يتصل الحديث، انتظروني!!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com

7 فبراير 2010

‫2 تعليقات

  1. يازهيرا أيها المهموم بالسودان الكبير ليت ساستنا يتعلمون منك الحكمة ويقرأون معك واقع الحال والماّل المرتقب لكنهم واه من لكن لايرون أبعد من أرجلهم وجل اهتمامهم ينصب في ذاتهم فمتي يعلموا أن هذه الذات فانية ويعملوا لاجل أن يبقي الوطن ..
    شكرا دكتور زهير وماأروعك ..

  2. انا من الناس البيتعاملو معاها باستخفاف شديد
    التوقيت يدل دائما على انها ليست محكمه